La tradition orale de Taroudant et de Marrakech; de Joseph Chetrit à Latifa Assimi
La tradition orale de Taroudant et de Marrakech; de Joseph Chetrit à Latifa Assimi
عناية الإنقاذ تعود إلى بعض أوجه الثقافة
في بعض ربوع الجنوب
http://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-la-tradition-orale-de-taroudant-et-de-marrakech-de-joseph-chetrit-a-latifa-assimi?trck=notif-11240689-1305647-11.GP
قالو زمان:
حبـ'ـس، آ-عزّنا، ورتـ'ـح بلّاتي؛
اجي عندي، نكًول ليك حديثي؛
عنداك، اوا، تنساو الجانوب.
***
حتّــــى حنا عندنا ماشاريع،
من كًـُـليمين لأمّ الرابيع،
باش نخدمو الشعب المحبوب.
———–
ذلك بعضُ ما كان صوت صيحات رقعة من رقع الجنوب في الستينات من القرن العشرين، الرقعة التي يتمثل قطباها في كل مراكش وتارودانت، اللتين كانتا تشكلان يوما قطب المغرب سياسية وعلما وصناعة، قبل أن تتغير الموازين وتتبدل مراكز الثقل، لتجد تانك الحاضرتان نفسيهما ولم يعُد يهتمّ بهما سوى بعض الزرافات من السوّاح من الراغبين في التوغل في دروب غرائبيات الماضي. ربما تعقد اليوم تانك الحاضرتان أمالا كبيرة على الهيكلة الجهوية الجديدة على مستوى جميع القطاعات، ومن بينها قطاع البعث الثقافي.
ما هو من باب الجديد على مستوى هذا القطاع هو ما يتمّ اليوم من مبادرات فردية لبعض أهل تلك الربوع، ممن أخذوا يعودون إلى الذاكرة لتدوين بعض أوجه ثقافة تينك المدينتين المتكاملتين ثقافيا وبشريا وحضريا في كلا جانبي الأطلس الكبير الذي غذاهما معا جغرافيا وبشريا عبر التاريخ. يتعلق الأمر بمبادرات فردية عفوية لجمع أعشار الجانب الشفهي واللامادي لتلك الثقافة مما تُنذر المشاهد السوسيو-ثقافية الجديدة المتسارعة التبدّل والتغير بلفّه إلى الأبد في طي النسيان لكي يكون كأنه لم يكن قط.
ففي بداية الصيف الذي ودعناه (2015) نزل إلى السوق كتاب جميل، بديع في إخراجه، وازن في ميزان مضامين ما يحتويه، وخفيف في قراءته كخفة الظرافة المراكشية. إنه كتاب "الطنجية المراكشية ومحيطها من الأدبيات الشعبية" لإحدى بنات مراكش، الأستاذة لطيفة العاصمي (انظر تقديما هـــنـــا)، كتاب أنقذ من التلف والضياع، بالتدوينين الكتابي والسمعي، "بطاقات بريدية" أدبية لكثير من المعارف والتقاليد والعادات وفنون القول المرتبطة بالحياة اليومية وبحياة المناسبات المختلفة في المدينة الحمراء.
وفي ما بين صيفي 2014 و2015، صدر تباعا كتابان لأحد أبناء تارودانت، الباحث السيميوطيقي، يوسف شطريت(Joseph Chetrit)، جمع فيهما رصيدا غنيا من الأمثال اليهودية المغربية تتوزع، باعتبار مقياس روّاتها المنقولة عنهم، على جميع حواضر المغرب؛ ولكن نواتها تتشكل من ديوان أمثال يهود تارودانت بعربيتهم الحافلة معجمها بالمفردات والتعابير الأمازيغية، ذلك الديوان الذي شكل قسما كاملا (القسم الثالث) من كتاب ضخم (750 ص) سابق صدر لنفس لمؤلف باللغة العبرية سنة 2009 تحت عنوان לשון ומאגריה, לשון ומארגיה ("اللغة وخزائنها، اللغة وتطريزاتها").
أما الكتابان الآخيران ليوسف شطريت، فقد بُـوّبت فيهما الأمثال تبويبا حسب المواضيع، حيث خصص كتاب 2014(Paroles exquises. Proverbes judéo-marocains sur la vie et la famille) للأمثال المتعلقة بالحياة وبالأسرة، مع تبويبات فرعية مناسبة؛ أما الكتاب الثاني المكمل 2015 (Paroles affables. Proverbes judéo-marocains sur l’hospitalité et l’amitié) فقد خُصص لما قيل حول الضيافة والصداقة مع تبويبات فرعية مناسبة كذلك.
وفي هذين الكتابين معا، يدوّن المؤلف نص المثل من الأمثال بكل من الأحرف الثلاثة، العربي والعبري واللاتيني، ويعطي الترجمتين، الفرنسية والعبرية، لما مجموعه ما بين الكتابين 1100 مثلٍ بالعربية المغربية المهوّدة.