طقوس وعادات المسلمين المغاربة خلال احتفالهم بالأعياد الدينية بالمغرب
ברצוני לציין שאת החומרים הללו אני מקבל מידידי יקר, מרוקאי במוצאו
אחמד שריגי, ועל כך אני מודה לו
تحل "ليلة 27" من جديد هذه السنة بنكتها الاحتفالية والفولكلورية، على اعتبارها "ليلة القدر" في المعتقد السائد عند المغاربة، وما تصاحبه من تمثلات اجتماعية وتعبدية تجعل منها ليلة ليست كباقي الليالي.. حيث الاحتفال بالصيام الأول لدى الأطفال وأطباق الكسكس داخل المساجد وفي كل البيوت، إضافة إلى امتلاء المساجد حتى وقت السحور.. لتصبح بعدها خاوية على عروشها آذنة بانتهاء "موسم" رمضان قبل أوانه.
من وجهة نظر سوسيولوجية، يرى الباحث عبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع والباحث بكلية الآداب العلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن ليلة 27 من رمضان الفضيل تشكل مناسبة استثنائية في المجتمع المغربي، على اعتبار أن شهر رمضان بحد ذاته يندرج في إطار فلسفة "التعييد" و"العواشر" عند المغاربة، أي الاحتفال بكل ما هو اجتماعي، في رأي العطري، حيث توجد عدة طقوس احتفالية على مدار 30 يوما من رمضان، والتي ترتفع ذروتها في ليلة 27، توجب معها مجموعة من الممارسات الغارقة في القدم "منها ما هو ديني صرف وبعضها يعود إلى ما حاكته الذاكرة الجماعية لسنوات طوال".
وليلة "القدر" في نظر الباحث المغربي، مهمة من الناحية الاجتماعية، لأنها تعرف حضور طقس "الكسكس"، المقدس عند المغاربة، والذي يستوجب معه الفطور الجماعي واللقاء الأسري.
كما يشكل الاحتفال بالصيام الأول لدى الأطفال، طقسا "عبوريا" من سجل الطفولة إلى سجل الرشد، والذي يكون حاضرا بقوة في المجتمع القروي كثيرا، حيث نجد أن "حد الصايم" له دلالة قوية، لكون الجماعة لا يمكن أن يلجها إلا من توفر فيه "حد الصايم"، أي الذي بلغ درجة البلوغ وأصبحت له إمكانية الحضور في سجل الراشدين"، يضيف العطري.
وعن مدى حفاظ هاته المناسبة على ثباتها أو تغيرها في الوقت الحالي، أن الأمر طرأ عليه بعض التغيرات القيمية،: "فإذا كانت العائلات تلتئم قبلا في ليلة القدر حول طبق الكسكس، فاليوم يمكنالقول بأن هذا الطقس بات يحضر بشكل قليل، نتيجة طغيان الفردانية في المجتمع"، مضيفا أن الاحتفال بالصيام الأول صار يعرف ممارسات وافدة، من قبيل الماكياج والدقايقية وأخذ صور تذكارية بالقفطان المغربي و"أحيانا بألبسة بعيدة عن هويتنا كاللباس الهندي وغيره.. هذا في الوقت الذي كان يقتصر على البساطة من قبل".
ويسترسل الباحث في علم الاجتماع، أنه ورغم تلك التحولات، فلا يزال الجانب التعبدي والإحساني مستمرا وحاضرا. "ولهذا نلاحظ أن المساجد تؤم أكبر عدد من المصلين بحيث تظل مفتوحة فيما تستقبل العشرات من قصع الكسكس".
الاحتفال بالصيام الأول لدى الأطفال
الاحتفال بالصيام الأول لدى الأطفال
يحتفل الصغار في المغرب بأول يوم صيام في أجواء احتفالية مبهجة تصاحبها مجموعة من العادات والتقاليد، وتحرص الأمهات على تحبيب الصيام للأطفال، وتشجيعهم عليه، وفي حفل جماعي يجمع أطفال العائلة والجيران، يتم الاحتفال بالصائم الصغير بتخضيب يديه بالحناء وإلباسه الجلباب المغربي، وقطعا من الملابس التقليدية، والتقاط صور تذكارية له مع العائلة وأثناء الفطور، وتقترن هذه الاحتفالات بحفلات ختان الأطفال، وتكريم من حفظوا أجزاء من القرآن الكريم
تجعل عادات احتفال المغاربة بالصيام الأول الصائم الصغير أميرا في عائلته، حيث يحظى بتقدير جميع من حوله، مما يشجع غيره من الأطفال على تقليده، وبالتالي ترغيبهم في الصوم، ويحتفل المغاربة عادة بصيام الطفل في أواخر الشهر الفضيل، لاسيما في ليلة السابع والعشرين
وتختلف طريقة الاحتفال من منطقة إلى أخرى، فبينما تكتفي بعض المناطق باحتفال بسيط يجمع العائلة على الإفطار، وتكريم الصغير بإلباسه ثيابا تقليدية جديدة، تحرص عوائل في مناطق أخرى على إعطاء الحدث ما يستحق من اهتمام، لاسيما وأنه يتزامن مع اجتماع العائلة للاحتفال بعيد الفطر، مما يشجع الأبوين على الاحتفال بصغيرهم الصائم في هذه الأجواء العائلية
كانت العادات تلزم الأسر بتحديد بلوغ الطفل سن الصيام، وتسمى هذه العملية تسنين الطفل، حيث يقوم الرجال بإحضار أطفالهم اليافعين إلى إمام المسجد ليقوم بقياس عنقهم عبر تمرير خيط له قياس معين، مع إضافة أصبعين داخل الدائرة التي يشكلها الخيط حول عنق الطفل، فإن كان ذلك القياس يوازي عنق الطفل فإنه ملزم بصيام رمضان، وإذا كان العنق أقل من الدائرة فإنه معفى منهذه الفريضة. أما اليوم فقد أصبح الأمر متروكا لرغبة الطفل وقدرته على الصوم
وتقول كوثر العزيزي (ربة بيت) "لا تزال بعض الأسر تضغط على أبنائها من أجل الصوم في سن صغيرة من أجل الاحتفال بهم، والتفاخر بهذا الحدث، وهذا خطير لأن طريقة قياس العمر التقليدية قد لا تعبر عن قدرة الطفل على الصوم، لاسيما أن شهر رمضان يتزامن مع فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة، ويطول النهار، فيصبح الأطفال أكثر عرضة للتعب".
مقالات باللغة العربية
http://www1.yadvashem.org/yv/ar/exhibitions/auschwitz_architecture/overview.asp
ثمة مكان على وجه الأرض هو صحراء مقفرة،
مكان تقف فيه ظلال الأموات بألوفها المؤلفة
مكان يموت فيه الأحياء، مكان لا وجود فيه إلا للموت والكراهية والألم
جوليانا تيديسكي
أصبح مجمّع معسكرات أوشفيتس رمزا أساسيا للهولوكوست وتفيد تقديرات علمية قام بها باحثو متحف أوشفيتس بأن عدد من تم قتلهم فيه يبلغ نحو 1.1 مليون شخص – منهم حوالي مليون يهودي. ولم ينشأ مجمّع أوشفيتس بين عشية وضحاها ، بل شكّل إنشاؤه حملة بناء كبرى استمرت لسنوات ولم تنته يوما. وقد شارك فيها عدد من المنظمات والشركات وآلاف العمال الألمان والأجانب، حيث تحول المعسكر من معسكر وحيد يضم 22 مبنى عام 1941 إلى مجمع هائل يضم ثلاثة معسكرات رئيسية ونحو 40 معسكرا فرعيا.
وفي إطار أعمال تخطيط مجمع المعسكرات أعدت مكاتب التصميم والشركات الضالعة في المشروع مئات التصاميم الفنية لمواقع البناء المختلفة والأبنية المزمع إنشاؤها فيها، حيث قام بوضع التصاميم رسامو الإس.إس والسجناء من ذوي الخبرة الفنية والذين تم تشغيلهم في مكاتب التصميم بالإضافة إلى رسامين مدنيين. وقد خدمت هذه التصاميم المقاولين في عرض المشروع وتنفيذ الإنشاءات. ومما تم إعداده مخططات مفصلة لغرف الغاز والمحارق. أقام الألمان أول معسكر في أوشفيتس خلال ربيع عام 1940، علما بأنه كان فيما سبق ثكنة لفرسان الجيش النمساوي المجري في سيليزيا العليا، وكان أول معسكر اعتقال تم إقامته في بولندا. وفي يونيو حزيران من العام نفسه وصله أوائل النزلاء
وخلال سنة 1941 طرأ تطوران ساهما في التوسع الضخم لنطاق النشاط الألماني في أوشفيتس. فقد قرر مجمع شركات I.G Farben للبتروكيماويات في أوائل تلك السنة إنشاء مصنع ضخم لإنتاج المطاط والوقود الاصطناعي. ووافق الإس.إس على تزويد الشركة بقوة عاملة رخيصة لبناء المصنع، ثم تشغيله بعد ذلك. ومع تقدم أعمال البناء، أقيم بجواره معسكر عمل صغير سمي لاحقا ب"أوشفيتس 3
أما التطور الثاني فحدث في نطاق غزو الألمان للاتحاد السوفييتي، حيث اتخذوا قرارا بإنشاء معسكر هائل في سيليزيا العليا لأسرى الحرب السوفييت الكثيرين الذين وقعوا في الأسر. وتقرر بناء المعسكر بجوار المعسكر الرئيسي، وبجوار قرية زراعية صغيرة اسمها بجيجنكا. وسمي هذا المعسكر "أوشفيتس 2"، ولكنه اشتهر باسمه الآخر "بيركناو"
بدأت أعمال إنشاء بيركناو في أكتوبر تشرين الأول 1941، وأشرفت عليها "إدارة الإنشاء المركزية للإس.إس المسلح (الفافن إس.إس.) والشرطة، أوشفيتس، سيليزيا العليا" والتي سبق إحداثها في الأول من ذلك الشهر، وتولى رئاستها الرائد كارل بيشوف. وتولى مسؤولية إعداد تصاميم البناء مكتب الرسم بقيادة المساعد أول فيخمان. وعكف على إعداد المخططات ضباط من الإس.إس. من ذوي المؤهلات الجامعية في المعمار والهندسة وعدد من السجناء من ذوي المؤهلات الفنية المناسبة. وروت السجينة هيرتا سوسفينسكي التي عملت كاتبة في إدارة الإنشاء، عن وظائفها :
تمثل دور إدارة الإنشاء في التخطيط الشامل لجميع أعمال البناء في منطقة أوشفيتس، بما فيها الثكنات السكنية والمنشآت الطبية وفرن حرق الجثث وغرف الغاز… حيث لم تقتصر مسؤولية إدارة الإنشاء على التخطيط، بل شملت أيضا تنفيذ الإنشاءات وتخصيص المواد والإشراف على الأعمال. وكان رجال الإس.إس. العاملون في التخطيط يتوجهون عند الحاجة إلى مواقع البناء."
وقد تم إنشاء المعسكر على سهل موحل ومكشوف. وجرت أعمال الإنشاء على مراحل، حيث كان سيتسع في المرحلة النهائية لنحو 200 ألف أسير. وقام بمعظم أعمال تسوية الأرض والبناء في المراحل المبكرة آلاف الأسرى السوفييت الذين عملوا تحت إشراف الألمان. وفي المراحل التالية انضم إلى الروس العديد من السجناء البولنديين واليهود. كانت ظروف عمل السجناء الذين جرى تشغيلهم في البناء قاسية وكانت نسبة وفياتهم عالية جدا، لا سيما في فصل الشتاء. وروى السجين البولندي ألفريد تشيسلاف بجيفيلسكي عن ظروف العمل في موقع بناء معسكر بيركناو:
"خلال أعمال الحفريات ووضع الأساسات كان السجناء يعملون سواء في الخريف والشتاء وعند حدوث الصقيع داخل مياه كانت تصل أحزمتهم. وعملت نزيلات معسكر النساء في بيركناو في ظروف مماثلة. وأزعم جازما أن اختيار موضع موقع البناء ليكون على تربة رطبة، رغم إمكان البناء على تربة جافة أنسب للبناء، وهو الاختيار الذي قام به مهنيون، استهدف إبادة السجناء الذين تم تشغيلهم في البناء، وكذلك السجناء الذين تم إسكانهم لاحقا في تلك المباني".
وبخلاف مباني المعسكر الرئيسي التي تم إنشاؤها من الطوب ، كان جزء كبير من مباني بيركناو مصنوعا من الخشب، ويكاد لا يصلح لسكن البشر. ، إذ لم تكن المباني تتضمن نظاما فاعلا لصرف المياه ولم تحتو على مواد عازلة للحماية من البرد. وكان كل منها معدا أصلا لإسكان 550 شخصا، ولكن زج فيها بالفعل عدد أكبر من ذلك بكثير. ومن شدة الزحام أصبحت الظروف الصحية في هذه المباني الخشبية قاسية، ما أسفر عن نسبة عالية من الوفيات بين نزلائها. ووصف سجين سابق ظروف السكن في ثكنات بيركناو :
"في الأيام الماطرة تحولت أرضية التربة المضغوطة في الثكنات الخشبية إلى مستنقع، وذلك نتيجة عدم صرف المياه. وكانت هذه الثكنات معدة أصلا لسكن 500 شخصا، ولكن تعليمات مدير الإنشاء ديجاكو ببناء طابق سفلي وثالث من المصاطب زادت نسبة إشغال الثكنات لترتفع لما بين 800 و 1000 سجين، حيث كان ينام أحيانا على كل مصطبة ما بين 10-12 سجينا بدلا من أربعة سجناء…" وكانت الظروف المعيشية في الشتاء قاسية بشكل خاص، ما أسفر عن إصابة العديد من السجناء وموتهم".
وعن الظروف والشعور القاسي للسجناء في أيام الشتاء روى الكاتب المعروف رومان فريستر:
"كانت فصول السنة تتغير بمنطق الطبيعة، فذكّرتنا جميعا بوجود قوانين لا تتغير، حيث مات الصيف، ثم احتضر الخريف فاقتحم الشتاء حياتنا ليجلدنا بسياط الصقيع. وبخلاف المصنع الذي ساده الدفء المريح، فإن الثكنات لم يتم تدفئتها يوما، إذ كانت مدافئها تستخدم بدائل للموائد. وبعد الطوابير المسائية التي استمرت إلى ما لا نهاية، وبالأحرى حتى مل الألمان، لم يكن ثمة مكان كنا نستطيع اللجوء إليه تجنبا للبرد. كنا ننام دون خلع ملابسنا، بل دون نزع أحذيتنا أحيانا. وكانت الليالي تحمل معها المعاناة، ولكن لحظة الاستيقاظ كانت أقسى لحظاتي، لأنها طالبتني باتخاذ قرار. ففي الخامسة صباحا حين أيقظنا صفير المسؤول عن الثكنة، كان علي الاختيار من جديد كل صباح بين الكفاح والاستسلام."
وزيادة عن المعسكرات قام الإس.إس. بإنشاء عدد كبير من البنى التحتية بجوارها أو فيما بينها، فقد تطلب مثل هذا المجمع الهائل للمعسكرات نظاما للتدفئة المركزية وآخر لمعالجة المياه العادمة وتجهيز المياه، وشبكة مواصلات ومعسكرات ومباني مختلفة للسلك الألماني ومنظومة لتوفير الأغذية وغيرها من الحاجيات.
وبعد بدء إنشاء معسكر بيركناو بقليل، تقرر تغيير وظيفته وتحويله إلى معسكر للإبادة.
وجرت التجارب الأولى لإبادة البشر بالغاز في المعسكر الرئيسي في خريف العام 1941، وبعد أن تكللت بالنجاح، قرر الإس.إس. بناء أربع منشآت دائمة لإبادة البشر بالغاز . وبدأت الإنشاءات سنة 1942 بإشراف شركة "توبف وأبنائه" تحت رقابة الإس.إس. وكحل مرحلي ريثما يكتمل بناء المنشآت الدائمة، أقام الألمان بجوار المعسكر غرفتي غاز مرتجلتين من خلال تحويل مبنيين قائمين إلى غرفتي غاز. وبدأ استخدام أربع منشآت للإبادة سنة 1943، حيث تضمنت غرفة لخلع الملابس مبنية تحت الأرض، وغرفة غاز تحت الأرض بالإضافة إلى مبنى خاص بحرق جثث الضحايا بني فوق الأرض.
وجعلت هذه المنشآت عملية إبادة اليهود أكثر فعالية إلى حد كبير. وقد روى رجل الإس.إس. فيري برود واقعة من وقائع القتل بالغاز شهدها: "انتبه عدد من الضحايا إلى أن أغطية الثقوب الستة في سقف الغرفة قد نزعت. وصدرت عنهم صرخات الهلع حين لاحظوا وجه إنسان مغطى بقناع واق من الغاز يطل عليهم من أحد الثقوب. كان "المطهِّرون" قد باشروا عملهم… فبواسطة مطرقة وإزميل فتحوا عددا من المستوعبات البريئة المنظر كتب عليها: "تسيكلون، للاستخدام ضد الحشرات. حذار – مادة سامة! لا يفتحها سوى العاملين المؤهلين". وفور فتح المستوعبات تم إلقاء محتوياتها داخل الثقوب ليعاد سدها بالأغطية… وبعد دقيقتين كان الصراخ قد خفت ولم تصدر عن الضحايا سوى التأوهات الواهنة. كان معظم الضحايا قد غابوا عن الوعي. وبعد دقيقتين أخريين توقف غرابنر (أحد رجال الإس.إس.) عن النظر إلى ساعة يده، وسكن المكان."
وبلغت عملية الإبادة ذروتها في ربيع وصيف عام 1944، حين تم ترحيل نحو 430 ألف من يهود المجر إلى المعسكر وقتل الأكثرية العظمى منهم . وفي تلك الفترة كان الضغط على منشآت الإبادة كبيرا إلى حد جعل الألمان يعيدون تشغيل غرف الغاز المرتجلة التي كانت تعمل في سنة 1942.
وبالتوازي مع تحول مجمع معسكرات أوشفيتس إلى مركز للإبادة، ازدادت أهميته الاقتصادية. ومع أن مصنع I.G Farben لم يكتمل إنشاؤه قط، كان آلاف السجناء يعملون على إقامته على مر السنين. وقد أقيمت في أوشفيتس عدا عنه مصانع لمختلف المنتجات، كما تم إنشاء مصانع ومعامل أخرى في محيط المعسكرات ليتم إرسال السجناء للعمل فيها . كذلك اعتُبر أوشفيتس مركزا لجمع عمال السُخرة وتوزيعهم على مجمل الصناعات الألمانية. وكانت أكبر عملية تخصيص لسجناء مجمع أوشفيتس للأعمال الخارجية هي إرسال نحو 100 ألف منهم إلى صناعات الطيران الألمانية في ربيع العام 1944.
ولم ترد إلى الغرب معلومات حقيقية تضمنت خرائط دقيقة بما يكفي لأهم معسكرات مجمع أوشفيتس ومنشآت الإبادة إلا في صيف سنة 1944، وذلك ضمن تقرير فربا-فاتسلر. كان رودولف فربا وألفريد فاتسلر سجينين يهوديين سلوفاكيين فرا من أوشفيتس في أبريل نيسان 1944. وقد أعدا تقريرا شاملا عن مجريات الأمور في أوشفيتس، نقلاه بطرق سرية إلى الغرب. وتثير الرسومات التي تضمنها التقرير الإعجاب بما توصلا إليه من دقة .
واستمرت أعمال البناء في مجمّع معسكرات أوشفيتس حتى نوفمبر تشرين الثاني من عام 1944، حيث أصدر هيملر تعليماته بالكف عن إبادة اليهود في ذلك الموقع، فباشر الألمان عملية تفكيك منشآت الإبادة، لإخفاء آثار الجريمة. وفي موعد لاحق فكك الألمان أجزاء أخرى من بيركناو، ولكن حين وصلت قوات الجيش الأحمر إلى المعسكر في 27 يناير كانون الثاني 1945، كان معظمه لا يزال قائما.
أحرق الألمان أرشيف المعسكر قبيل وصول السوفييت، ولكن فاتهم إتلاف أرشيف إدارة الإنشاء الذي كان موجودا في مبنى آخر، ولذلك عثر السوفييت على جزء ملموس من الوثائق الفنية للإدارة، بما فيها جزء كبير من تصاميم البناء . هذه الوثائق أصبحت بتصرف الباحثين والجمهور برمته بعد انتهاء الحرب الباردة.
ولم تبق في أي معسكر آخر للإبادة مثل هذه الكمية الكبيرة من الوثائق المفصلة المتعلقة بمنشآت الإبادة. وعليه، تعتبر تصاميم البناء التابعة لأوشفيتس توثيقا متميزا للطريقة التي شكلت بها مثل هذه العملية الإنشائية الكبيرة أداة رئيسية لتنفيذ سياسة الإبادة النازية. هذه الوثائق محفوظة من الآن وإلى الأبد في أرشيف ياد فاشيم.
قراءات إضافية :
- Allen, Michael Thad, The Business of Genocide. The SS, Slave Labor, and the Concentration Camps, London, 2002
- Dlugoborski, Waclaw, Piper, Franciszek, Czech, Danuta, Auschwitz 1940-1945, vols. I-V, Oswiecim, 2000
- Gutman, Israel & Berenbaum, Michael (ed.), Anatomy of the Auschwitz death camp, Bloomington, 1994
- Van Pelt, Robert Jan & Dwork, Deborah, Auschwitz, 1270 to the Present, New Heaven, 1996
مقالات باللغة العربية-نشأة الخلافة العباسية
نشأة الخلافة العباسية
بداية الدعوة العباسية
كان بنو أمية يجلون آل البيت، ولكن تجاوزات بعض الولاة أساءت في بعض الأحيان إليهم.
كان الوليد بن عبد الملك الخليفة يومئذ قد أقطع الحُميمة (بلدة في الأردن) لعلي بن عبد الله بن عباس فأقام واستقر بها.
بعد زيارة قام بها عبد الله بن محمد (أبو هاشم) إلى الخليفة سليمان بن عبد الملك، الذي رحب به وأكرمه، شعر أبو هاشم بالمرض وأحس بدنو أجله، وأشاع الناس أن سليمان قد سمّه فعرج أبو هاشم على (الحميمة) ونقل ذلك إلى ابن عمه محمد بن على بن عبد الله بن عباس، وطلب منه أن يقتص من بني أمية وذلك عام 99هـ.
لقي كلام أبو هاشم لابن عمه محمد موقعًا من نفسه، وكان رجلاً طموحًا وكان له أكثر من عشرين أخًا يدعمونه بالإضافة إلى أبنائه، فحمل محمد بن على الفكرة وهى: إزالة ملك بني أمية، وبدأ يعمل على تنفيذها.
اختيار المكان
اختار الكوفة وخراسان نقطتي انطلاق للدعوة وهو اختيار دقيق لأسباب منها:
1- أكثر الناقمين على بني أمية من الكوفة.
2- أن خراسان تقع في مشرق الدولة وإذا اضطرت الظروف يمكن أن يفر إلى بلاد الترك المجاورة.
3 – وفي خراسان صراعات عصبية بين العرب (القيسية واليمانية) يمكن الاستفادة من هذا الصراع لصالحه.
4 – وخراسان دولة حديثة عهد بالإسلام، فيمكن التأثير في نفوس أهلها من منطلق العاطفة والحب لآل البيت.
5 – اختار الكوفة مركزًا للدعوة ويقيم فيها ما يسمى (بكبير الدعاة أو داعي الدعاة)، وتكون خراسان هي مجال انتشار الدعوة.
تنظيم أمور الدعوة
عمد كذلك إلى السرية التامة وكان حريصًا عليها، تنتقل المعلومات من خراسان إلى الكوفة إلى الحميمة، ويتحرك الدعاة على شكل تجار أو حجاج.
أول كبير للدعاة في خراسان هو أبو عكرمة السراج (أبو محمد الصادق) الذي اختار اثني عشر نقيبًا كلهم من قبائل عربية، وهذا يرد على الادعاء بأن الدولة العباسية قامت على أكتاف الفرس. فكان كبير الدعاة يختار اثني عشر نقيبًا يأتمرون بأمره ولا يعرفون الإمام، ولكل نقيب سبعون عاملاً.
بدأت الدعوة تؤتي ثمارها في خراسان، وبدأ يظهر رجالها، مما جعل والي خراسان يومئذ وهو أسد بن عبد الله القسري يقبض على أبي عكرمة السراج، وعدد من أصحابه فيقتلهم سنة 107هـ.
وحتى سنة 118هـ استطاع أسد بن عبد الله (كان قد عزل ثم أعيد) بخبرته أن يكشف بعض قادة التنظيم العباسي واشتد عليهم فلجأت الدعوة العباسية إلى السرية التامة من جديد.
ولأن رجال الدعوة قد عرفوا هناك كان لابد من تغيير، فتم اختيار عمار بن يزيد (خداش) داعية جديدًا في خراسان، ولكن لم يكن اختيارًا موفقًا إذ أظهر بعد ذلك الكفر وانكشف أمره، وقتل على يد أسد بن عبد الله أيضًا سنة 118هـ.
شوهت أفعال خداش صورة الدعوة العباسية في أذهان الناس، ولم يثقوا في الداعية الجديد، إضافةً إلى شدة أسد بن عبد الله عليهم.
وحتى سنة 122هـ كانت الدعوة تسير ببطء فلقد ظهر عائق جديد وهو ثورة زيد بن على بن زين العابدين بالكوفة.. وكان لا بُدَّ أثناءها وبعدها من الهدوء ليعود الجو إلى حالته الطبيعية.
وفي سنة 125هـ توفي محمد بن علي وأوصى من بعده لابنه إبراهيم؛ ليقوم بمتابعة أمور الدعوة.
وجاء الفرج في سنة 125هـ بعد وفاة هشام بن عبد الملك وانشغال الدولة الأموية بصراعاتها الداخلية.. بالإضافة إلى أن الدعوة العباسية بتوجيه من إمامها قررت استغلال الصراع القبلي القائم بخراسان؛ وذلك لأن والي خراسان يومئذ كان (نصر بن سيار) مضريًّا وأكثرية العرب هناك من اليمانية فكرهوه، فاتجهت الدعوة العباسية إلى اليمانية. وأثّر هذا الصراع القبلي على أحوال الناس ومصالحهم بكافة فصائلهم (اليمانيون، المضريون، أهل العلم، الفرس، الترك)، كل هذه الأحداث ساعدت الدعوة العباسية على الانتشاط من جديد.
ظهور أبي مسلم الخراساني
وفي سنة 128هـ ظهرت شخصية قوية هو أبو مسلم الخراساني (فارسي الأصل) أحد دعاة بني العباس منذ سنوات، لمح فيه إبراهيم بن محمد الذكاء والكفاءة، فقرر أن يرسله إلى خراسان حيث أمر الدعوة في نمو مطرد.
وفي سنة 129هـ جاءت إلى أبي مسلم رسالة من الإمام تأمره بالظهور بالدعوة، ففعل، ووالي خراسان يومها مشغول بصراعات الدولة الداخلية، ولما كان يوم عيد الفطر صلى أبو مسلم بالناس.
مرحلة الاشتباك المسلح
وقع أول اشتباك بين قوة بني أمية وقوة بني العباس في خراسان، وانتصر فيها أبو مسلم على قوات نصر بن سيار، وكثر أتباع أبي مسلم فقد احتال حيلاً لطيفة في السيطرة على الأمر فكان يرسل إلى اليمانية يستميلهم، ويكتب إلى المضرية يستميلهم بقوله: (إن الإمام أوصاني بك خيرًا، ولست أعدو رأيه فيك).
توترت الأحداث، وبعث مروان بن محمد في طلب إبراهيم بن محمد الإمام المقيم بالحميمة، فقيدوه وأرسلوه إلى الخليفة بدمشق فسجن.
وفي سنة 131هـ ازداد تمكن أبي مسلم من الأمر، وفر نصر بن سيار وتوفي، فدانت خراسان كلها لأبي مسلم.
وفي سنة 132هـ انتصرت قوات أبي مسلم على قوات العراق ثم توجه إلى الكوفة والتي كان قد خرج بها محمد بن خالد بن عبد الله القسري داعيًا لبني العباس.
وفي سنة 132هـ مات إبراهيم بن محمد في سجن مروان بن محمد، وأوصى بالخلافة بعده لأخيه عبد الله بن محمد (السفاح)، وبالفعل اختير السفاح أول خليفة لبني العباس في ربيع الآخر سنة 132هـ.
وفي 11 من جمادى الآخرة أرسل السفاح الجيوش لمنازلة الأمويين فسحقهم، واستتب الوضع لبني العباس عدا الأندلس.
أول خلفاء بني العباس
خلافة السفاح عبد الله بن محمد العباسي
(من ربيع الآخر 132هـ حتى ذي الحجة 136هـ)
ولد السفاح بالحميمة ونشأ بها، ثم لما أخذ مروان أخاه إبراهيم انتقل أهله إلى الكوفة فانتقل معهم، ويقال له أيضًا: المرتضى والقاسم. آلت إليه الخلافة كما رأينا واستقر بالكوفة.. بيد أنه واجه محاولات عديدة للخروج عليه، ولكنه استطاع أن يقضي عليها جميعًا مستعينًا بأبي مسلم الخراساني وفئة من أهله وعشيرته وكانوا كثرة، وكان شديد البطش والتنكيل بخصومه، فكان جُلُّ اعتماده على:
1- أبو مسلم الخراساني بالمشرق.
2- أخوه أبو جعفر المنصور بالجزيرة وأرمينية والعراق.
3- عمه عبد الله بن على بالشام ومصر.
وكان معظم ولاة السفاح من أعمامه وبني أعمامه.. وعَهِد السفاح من بعده إلى أخيه أبي جعفر المنصور ومن بعده إلى ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي. ولم تطل أيامه، فقد أصيب بالجدري فمات، ولم تستقر له الأمور بصورة تامة.
مقالات باللغة العربية – لذهب سلسلة
الذهب سلسلة
كتب الكتاب مهرال أولام نتيفوت "حكماء التوراة مغلقة، وكما أعطى التوراة إلى إسرائيل، لذلك لم يبخل عليهم حكيم" حكماء إسرائيل مهرال ظهور يخبرنا أنها تحب أنه مصنوع من قائمة الانتظار.
استغرق الله هدية جيدة في كنز لدينا، وقدم إلى إسرائيل، وعبقرية الأقوياء واسعة مبررة – الحاخام شالوم ميساس ztz برنيني كل قلب يهودي، إذا كان موجودا حقيقة أن جيلنا الذي عاش رجل عظيم، كان جديدا تماما، في كلا الاتجاهين من الحياة والفضائل رائع، يهتم كل من علم التوراة في جميع الغرف في عظمة لإستيعاب وفهم كامل والوضوح، والخصوبة كبيرة وكتابة العديد من الشعور استئناف منبع الكتب المشتركة واضحة.
والتي أثارت جدا البصر الشوق والمحبة للخالق عن التوراة، والتي انتقلت كل الجسم من قداسة زخرون التواضع والحياء الرعب سامية. وقاتلوا وسنة إلى أخرى أحب اسم ومضى قدما بين اللجوء الحكمة ومع مصاريع لدينا، الذي أعجب نهجه الأصلي من أي موضوع منطقيا وبشكل واضح، والحس السليم والواضح قيدوا مع مئات من العلماء صداقة قوية طوال اليوم، ومن وقت لآخر قد حان للتحدث معه في كلام التوراة والقوانين البحوث.
وبعد وفاته، كل ذواق حتى الكلام جزئيا مشرق نقية سامية اتصال المقدسة يهم ممتعة وبهيجة القلب والروح، ومعتقداته الخاصة وتفسيرات لطيفة وجميلة وحلوة اتساع عيون العسل البحر ملاحظة رباني هو يوم عظيم واسعة.
بين العشرات من المجتمعات المحلية التي تعيش في المغرب، ومدينة أشرق مكناس، الذي حضره عشرات الآلاف من اليهود الذين طردوا من إسبانيا أكثر من خمسمائة سنة مضت، في عام 1492، ويرجع ذلك إلى مملكة أسبانيا فرض المنفى، وجميع اليهود الذين لم يوافقوا على اعتناق المسيحية.
اشترى Bmcnas ومنذ ذلك الحين كان معروفا لتحويل المكان واضحة، وكان معروفا من قبل كل شيء، إذا كنت تريد تحويل، ويطلق عليه بعض القدس "من المغرب.
مدينة كان يعمل بشكل مكثف كل ما تحتاجه الجالية اليهودية الدينية، من التوراة التلمود، وتلبية Kollel، بيت مدراش، والطبقات التوراة من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل، والمحاكم، وكان موراي الحق والدعاة، فضلا عن المنظمات الخيرية موجودة لمساعدة المرضى والمستهلكة، والتأكد من عدم ترك عائلتها الذين يطلب كل الجلوس والأعياد، وحتى جعل متأكد لبناء بعض المنازل بلا مأوى.
ايلي فيلو،
مقالات باللغة العربية – جوهرة إسرائيل تعود بعد اربع وستين سنة لتضيئ مجد يروشلاييم اليهودية
جوهرة إسرائيل تعود بعد اربع وستين سنة لتضيئ مجد يروشلاييم اليهودية
في خطوة تاريخية انتظرها شعب إسرائيل منذ زمن، أعلنت بلدية يروشلايم عن إعادة بناء الكنيس التاريخي “جوهرة إسرائيل” الذي تم تدنيسه وتدميره من قبل الغزاة العرب خلال حرب الاستقلال عام 1948.
خاص:”موقع إسرائيل بالعربية”
بشرى سارة: صادقت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية يروشلايم في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام ألفي واثني عشر على إعادة بناء الكنيس التاريخي “جوهرة إسرائيل” ( العبرية: تيفئيريت اسرائيل תפארת ישראל)، الذي دُنس، نُهب ودُمر قبل أربع وستين سنة مع دخول العرب المدينة القديمة في (28.5.1948) تحت اسم الجيش العربي.
كنيس “جوهرة إسرائيل”
“قصة الغزو والاحتلال والتطهير الإثني من اجل إزالة الهوية اليهودية عن يروشلايم”
يعد هذا الكنيس من أهم الكنس اليهودية فخامة وجمالا في العاصمة، بني في منتصف القرن التاسع عشر (فترة الاحتلال العثماني) نتيجة كثافة المصلين في الكنس الأخرى المنتشرة في المدينة. تألف هذا الكنيس من ثلاثة طوابق من حجارة فريدة وقبة رائعة اعتُمدت كرمز للعاصمة يروشلاييم القديمة قبل احتلال العرب لها .
من دمر هذا المكان المقدس ولماذا؟
في الخامس عشر من شهر أيار من العام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين دخل الجيش العربي (الأردني) ارض إسرائيل واحتل بطريقة إجرامية وغير قانونية أراضي يهودا وشومرون (يهودة والسامرة)، مطلقا عليها؛ “الضفة الغربية لنهر الأردن”، هذا الاسم الذي أصبح معتمدا لدى وسائل الإعلام العربية حتى يومنا هذا، في محاولة متعمدة إلى تشويه حقيقة ارض شرق إسرائيل التاريخية (يهودا، شومرون والبقيعة) المجاورة للحدود المملكة العربية الهاشمية.
عمد الاحتلال العربي إلى ممارسة أساليب بربرية هدفها الوحيد تغيير الواقع وطمس الحقائق التاريخية اليهودية، بحيث أقدم إلى ارتكاب المجازر نذكر منها (مذبحة كفار عصيون, مذبحة البعثة الطبية لهداسا وغيرها)، وقوّض بشكل مبرمج وممنهج الممتلكات والمباني التاريخية، عبث ودنس المقابر اليهودية، وهدم أكثر من 50 كنيسا عتيقا وأماكن مقدسة، وحرق الكتب السماوية اليهودية، ودمر المدارس وخرب المواقع التاريخية الإسرائيلية الهامة، مرتكبا جرائم حرب عديدة، معتمدا أسلوب التطهير الاثني بحق الشعب اليهودي سكان الأراضي الإسرائيلية (يهودا وسامرة والبلدة القديمة في يروشلايم).
واستمرت هذه الحالة الظالمة حتى تحرير الأرض عام 1967 من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي.
مقالات باللغة العربية إدريس الهراس
إدريس الهراس |
أولا : مما ورد في مقدمة كتاب " دراســات في تـاريخ يهـودآسـفي" للأستاذ الباحث (كريدية إبراهيم) : من أبرز دواعي إقدامي على كشف هذه الوقائع والأحداث المتفرقة التي تخص تاريخ يهود آسفي ، هو إحساسي الراسخ والصادق العميق، وإيماني المكين الثابت ، بأن من أكتب عنهم هم مغاربة قلبا وقالبا، وليسوا دخلاء عارضين كما يتوهم البعض، فهم يضربون بجذور وجودهم عميقا في أرض المغرب وتاريخه السحيق وثقافته وتراثه، كانوا دوما و أبدا مكونا من مكونات المجتمع المغربي وكيانه وحضارته، ولا يمكن بأي حال إقصاؤهم عن المسار التاريخي لهذا البلد ، بكل نقلاته ومنعطفاته وتعرجاته، وأنهم كانوا وما زالوا حتى اليوم، سواء تواجدوا بوطنهم المغرب أو بأرض المهجر، فخورين بمغربيتهم ، متمسكين بجانب كبير من العادات المغربية الأصيلة، في الملبس والأكل وفي الأعياد والمناسبات العائلية، وما زالوا جميعهم حريصين على تقديم فروض الطاعة والولاء لعاهل المغرب في مناسبات معلومة، وما تزال بيعهم تصدح له بأخلص الدعوات ورفيع الابتهالات بالمغرب والمهجر على السواء، ولا يخفى ذلك على كل مبصر لبيب،كما يعاينه كل متغافل مريض، وقديما قالت العرب "ليس بعد العيان بيان ". ويؤكد البحث التاريخي والاجتماعي أن المغاربة اليهود كانوا دوما مرتبطين بإخوانهم المغاربة المسلمين، بعلاقات تتسم بالتداخل والتكامل والتعاون والتعاضد، وكانت "لهم مكانة خاصة في المجتمع والدولة والثقافة، وفي عموم حضارة المغرب، ربما يكاد يكون فريدا من نوعه بالمقارنة مع حال الجماعات اليهودية التي كانت في أرجاء أخرى من العالم ."(1) وعبر العصور والدول لم يدخر المغاربة اليهود الجهود في سبيل ترقية علاقات المغرب بالخارج ، والنهوض بأحوال تجارته وصنائعه وفنونه، ومد خزائنه بالمال الوفير من الفروض والأعشار، فكان منهم الوزير والمستشار والقنصل والمفاوض الدبلوماسي والمفكر والفيلسوف والطبيب والحيسوب والتاجر والصانع والفنان والعامل البسيط ، فقد كانوا دائما "عضوا نافعا، بل ولابد منه، بحيث أن استئصاله القريب العهد، ترك الإحساس إلى يومنا، بحدوث بتر في هذا الكيان الكلي"(2). ورغم ما لحق العلاقات بين اليهود و المسلمين المغاربة من برود وإفساد وحتى عداء متبادل، كان سببه الجوهري مكائد الأجنبي والاستعمار والتسرب الصهيوني ، فإن غالبية اليهود المغاربة ظلت وفية للدولة المغربية ، مخلصة تمام الإخلاص للعرش(3)، ورغم مـا أصاب عدد يهود المغرب من تراجع وضمور، بفعل إغراءات الهـجـرة الخارجية فإنهم وبما تبقى منهم على قلته، "يمثلون أهم مجموعة يهودية في العالم العربي"(4)، ناهيك عن أعداد كبيرة منهم ما تزال تحج كل سنة إلى وطنها المغرب، من مهاجرها المختلفة وحتى القصية منها، لزيارة ذويها، أو بدافع الحنين إلى أوطانها الأصلية من ربوع المغرب المديد، أو لزيارة مشاهير الأولياء اليهود، والتبرك بهم وحضور مواسمهم السنوية (الهيلولا). وأنا إذ أخص يهود مسقط رأسي، آسفي بهذه المحاولة، فإني أحب أن يكون لتاريخهم مكان بين أبحاثي، التي تسعى إلى استكشاف درر تاريخ هذه الحاضرة العريقة المصونة، التي كانت أرضا هنية للتساكن والتعايش والتسامح والتكاثف بين المسلمين واليهود المغاربة، ويعلم الله وحده ما بذلته من وقت وجهد لتجميع مادته التاريخية، وتمنيت أن أنجز أكثر مما أنجزت، ولكني لم أفلح، لأن الأمر يحتاج إلى أسفار لا أقدر على توفير مصاريفها(5)، فأحببت نشر هذا البحث على قلة دراساته وصفحاته، قبل أن يضيع مني، راجيا أن يكون حافزا لغيري من الباحثين على مزيد من التنقيب والبحث الموسع ، والله أسأل النفع فيما قدمت، وهو أعلم بما تخفيه النفوس والسرائر. ثـانـيــــــا : و في الفصل الذي اختار له عنوان "الحضور اليهودي بآسفي بين الماضي والأمس القريب " يقول الأستاذ الباحث : كانت مدينة آسفي وعلى كر العصور والدول، تحتضن ساكنة يهودية مهمة، تميزت بكبر عددها، وقوة فعل تأثيرها في حياة المدينة بمختلف جوانبها ، وباستقراء مكنون أسماء العائلات اليهودية المتأخرة بآسفي، يمكن إجلاء وكشف بعض الحقائق عن الأصول البعيدة ليهود هذه المدينة (1)، ومنها : 1-أن قسما من يهود آسفي، كانوا من الأمازيغ الأقحاح لحملهم أسماء أمازيغية ، مثل ملو ووزانا وويزمان وأمزلاغ وأزنكود وخنافو(2)، لاشك أن قسما منهم كانوا من أهالي المنطقة، من بربر المصامدة، والباقين وفدوا على آسفي من مناطق بربرية بعيدة ونائية، عبر عصور مختلفة، وقد كانوا منذ أحقاب مغرقة في القدم متمسكين بالديانة اليهودية، التي دخلت إلى المغرب في وقت مبكـر من ظهورهـا(3)، وأقبلت على اعتناقها عدة قبائل أمازيغية، لوجود ميل فيها إلى الأخذ بالوحدانية في المعتقد(4). 2- أن قسما آخر من يهود آسفي، تشي أسماؤهم بأنهم جاءوا إلى آسفي من مناطق قصية، كأفلو نسبة إلى تافيلالت، والدرعي نسبة إلى بلاد درعة، وابن السوسي نسبة إلى بلاد سوس(5)، وبلفاسي نسبة إلى فاس (6)؛ ومثل هذه الهجرات البعيدة كانت من العوائد المعروفة عند يهود المغرب، وذلك في كل العصور، فقد كانوا يجوبون المغرب من أقصاه إلى أقصاه، وحتى في الأوقات العصيبة ، التي يختفي فيها الأمن والاستقرار،" أثناء تغيير السلطة أو الحروب الأهلية "(7). 3- أن قسما ثالثا من يهود آسفي كان يحمل أسماء إيبيرية، تنسب بكيفية صريحة إلى مواقع توجد بإسبانيا والبرتغال، أو تنحـدر مباشرة من اللغة الإسبانية أو اللغة البرتغالية، ومن ذلك أسماء كوركوس Corcos ومورسيانو Murciano (8) وكبايو Caballo وبميينتا Pimienta ومورنو Morenoوبارينيتي Pariente وكابسا Cabeza(9)، وقديدا وبينيتو وطابييرو(10)، وهذه الجماعة تنحدر من اليهود الذين طردوا من إيبيريا ، في نهاية القرن الخامس عشر(11)، ولئن كان عدد الوافدين منهم على آسفي محدودا، قياسا إلى الأعداد الكبيرة التي وفدت منهم على مدن الشمال المغربي (12)، فقدكانت لهم –على قلتهم – أفضال كثيرة ومحمودة في إغناء العقيدة والثقافة اليهودية بآسفي، وترقية عدد من حرف هذه المدينة، وتنشيط تجارتها الداخلية والخارجية ، مما جعلهم يتميزون ويجنون من نبوغهم الفكري والحرفي غنى ونفوذا ووجاهة وصيتا حسنا على الصعيد المحلي والوطني وحتى الخارجي ، امتد عبر الدول والعصور. |
مقالات باللغة العربية-Biographie de Abou Hourayra – أَبُو هُرَيْرَة
Biographie de Abou Hourayra – أَبُو هُرَيْرَة
L'origine de son surnom
Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) éprouve beaucoup d'affection pour les animaux, et plus particulièrement pour les chatons : Il en garde d'ailleurs constamment un en sa compagnie; c'est ce qui explique son surnom (qui signifie littéralement "le père des chatons"), qui lui a été donné par le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui).
Sa conversion
Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) se convertit à l'Islam en l'année de Khaybar (7 H) alors qu'il appartenait au chef de la tribu des Daws. Cette tribu vivait dans la région de Tihamah qui s'étendait le long de la Mer Rouge, au sud de l'Arabie Saoudite. Quand At-Tufayl retourna à son village après sa rencontre avec le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) et sa conversion à l'Islam, au tout début de la mission, Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) fut l'un des premiers à répondre à son appel, contrairement aux autres membres de la tribu qui s'entêtèrent longtemps dans leurs anciennes croyances.
Souvent, il louait Dieu pour sa bonne fortune et disait : "Louange à Dieu qui a guidé Abou Hourayra à l'Islam, gloire à Dieu qui a enseigné à Abou Hourayra le Coran. Louange à Dieu qui a accordé à Abou Hourayra la compagnie de Mouhammad, que Dieu le bénisse et lui accorde la paix".
Sa première rencontre avec le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui)
Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) accompagnait At-Tufayl lorsque ce dernier se rendit de nouveau à la Mecque. Il y eut le privilège et l'honneur de rencontrer le noble Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) qui lui demanda :
– "Quel est ton nom ?
– Abdu Chams- serviteur du soleil, répondit-il.
– Remplace-le par Abdur-Rahman – serviteur du Tout Miséricordieux, dit le Prophète.
– Ca sera donc Abdur-Rahman, ô Messager de Dieu, acquiesça-t-il."
Il continua néanmoins à être connu sous le nom d'Abou Hourayra (que Dieu l'agrée), car comme le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) il affectionnait les chats et depuis l'enfance, il a toujours eu un chat pour jouer. Abou Hourayrademeura à Tihamah pendant plusieurs années avant de partir pour Médine en l'an 7 de l'Hégire avec les autres membres de sa tribu.
L'invocation du Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) en sa faveur concernant la science
Zayd Ibn Thabit (que Dieu l'agrée), le notable compagnon du Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) rapportait : "Nous étions Abou Hourayra, un ami et moi-même en train de prier Dieu Tout Puissant et d'effectuer le dhikr dans le Masjid, lorsque le Messager de Dieu (paix et bénédiction de Dieu sur lui) apparut. Il se joignit à nous. Nous nous tûmes et il dit : "Poursuivez ce que vous étiez en train de faire". Alors mon ami et moi fîmes une invocation à Dieu et le Prophète (paix et bénédiction de Dieusur lui) de dire amin à nos duas. Ce fut ensuite au tour d'Abou Hourayra (que Dieu l'agrée).
Il fit la supplication suivante : "Ô Seigneur, je Te demande ce que mes deux compagnons t'ont demandé et je Te demande le savoir qui ne sera pas oublié".
Le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) dit amin. Ensuite, nous répétâmes : "Et nous demandons à Dieu le savoir qui ne sera pas oublié".
Le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) répondit : "Le jeune Dawsi a demandé cela avant vous".
La conversion de sa mère et son comportement avec elle
Un jour, alors qu'il l'invitait à avoir foi en Dieu seul et à suivre Son Prophète, elle dit des choses sur le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) qui attristèrent grandement Abou Hourayra (que Dieu l'agrée). Les yeux pleins de larmes, il se rendit chez le saint Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) qui lui demanda :
" Qu'est-ce qui te fait pleurer, Ô Abou Hourayra ?
– Je n'ai pas cessé d'appeler ma mère à l'Islam mais elle me repousse toujours. Aujourd'hui, je l'ai une fois de plus invitée à l'Islam et je l'ai entendue dire des mots que je n'aime pas. S'il te plait, implore Dieu le Tout-Puissant d'incliner le cœur de la mère d'Abou Hourayra à l'Islam".
Le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) dit alors : "Ô Dieu ! Guide la mère de Abou Hourayra".
Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) racontait : "Je suis rentré chez moi et j'ai trouvé la porte fermée. J'ai entendu l'eau éclabousser. Lorsque j'ai essayé d'entrer, ma mère me dit de rester où j'étais. Une fois habillée, elle me laissa entrer dans la pièce et là elle dit : "Je témoigne qu'il n'y a d'autre dieu que Dieu et je témoigne que Muhammad est son Serviteur et Son Messager".
Je suis retourné chez le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui), pleurant de joie alors que l'heure précédente je pleurais de tristesse. " J'ai de bonnes nouvelles, Ô messager de Dieu. Dieu a répondu à ta prière et a guidé la mère d'Abou Hourayra à l'Islam". (Mouslim)
Puis il ajouta : "Ô Messager de Dieu ! Demande à Dieu de faire en sorte que moi-même et ma mère, nous soyons aimés des croyants et des croyantes". Le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) s'adresse alors à Dieu en ces termes : "Ô Dieu ! Fais que cet humble serviteur que tu as là ainsi que sa mère soient aimés par chaque croyant et croyante".
Toute sa vie durant Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) se comporta avec gentillesse et courtoisie envers sa mère. Chaque fois qu'il sortait, il s'arrêtait au seuil de sa chambre pour lui dire : "la paix soit sur toi mère ainsi que la clémence et la bénédiction divine".
Elle répondait par : "et sur toi soit la paix, mon fils, ainsi que la clémence et la bénédiction divine".
Souvent, il ajoutait : " Que Dieu soit miséricordieux envers toi tout comme tu m'as soigné lorsque j'étais enfant".
Elle répondait : " Que Dieu soit miséricordieux envers toi comme tu m'as délivrée de l'erreur alors que j'étais vieille. " Abou Hourayra encourageait toujours les comportements doux et bons envers les parents.
Un jour, il vit deux hommes, l'un plus vieux que l'autre marchant ensemble. Il demanda au plus jeune : " Qui est cet homme pour toi ? "
– "Mon père", répondit-il.
– "Ne l'appelle pas par son nom. Ne marche pas devant lui et ne t'assois pas avant lui", conseilla Abou Hourayra.
Les ahâdîths qu'il rapporte du Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui)
Pendant les quatre années qu'il passa en compagnie du saint Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui), Abou Hourayraréussit, grâce à sa formidable mémoire, à mémoriser les joyaux de sagesse émanant de la bouche du Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui). Conscient de son don, il décida de l’employer au service de l'Islam.
Cette faculté, Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) va l'utiliser au service de la propagation des enseignements prophétiques. Ainsi, comme il n'exerce pas d'activité professionnelle âil le dit lui-même, il n'a ni terre à cultiver (contrairement à ses frères Ansâr), ni commerce à entretenir (contrairement à ses frères Mouhâjirin) -, il profite de sa disponibilité pour rester constamment en compagnie du Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui), à écouter et, surtout, à retenir ses moindres propos.
Il avait du temps libre car contrairement aux autres Muhajirin (Emigrés), il ne s'affairait pas sur les marchés et contrairement aux Ansar, il n'avait pas de terre à cultiver. Il préférait de fait accompagner le Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui) dans ses voyages et expéditions. Impressionnés par sa mémorisation des hadiths, certains compagnons l'interrogeaient souvent sur la période et le contexte d'un hadith.
Avec les compagnons tels que Abdullah fils d'Omar, Anas fils de Malik, la Mère des Croyants Aisha, Jabir Ibn Abdullah et Abou Sa'îd Al-Khudri, il fait partie des principaux transmetteurs de Hadîth. Ils ont transmis plus de mille paroles du Prophète (paix et bénédiction de Dieu sur lui).
Il est rapporté que lui-même, son épouse et sa fille ont pour habitude de se relayer toute la nuit – chacun occupant un tiers de celle-ci – pour prier et accomplir des actes de dévotion. Ainsi, il ne se passe pas un instant sans n'il y ait quelqu'un qui ne fasse la salât, le dhikr ou la récitation du Coran chaque nuit dans la maison de Abou Hourayra (que Dieu l'agrée).
Les souffrances qu'il subit pour la cause de Dieu
Il disait : " Lorsque je souffrais sévèrement de la faim, j'allais trouver un compagnon du Prophète (paix et bénédiction de Dieusur lui) à propos d'un verset du Coran. Je restais en sa compagnie pour l'étudier et pour qu'il m’emmène chez lui et me donne à manger. Un jour, j'avais tellement faim que j'ai mis une pierre sur mon estomac. Je me suis ensuite assis en attendant le passage des compagnons.
Abou Bakr (que Dieu l'agrée) approcha : je l'interrogeais sur un verset du Coran afin qu'il m'invite, mais il ne l'a pas fait. Ensuite, 'Omar Ibn Al-Khattab (que Dieu l'agrée) passa. De même, je l'interrogeais sur un verset. Lui non plus ne m'invita pas. Enfin, le Messager de Dieu (paix et bénédiction de Dieu soient sur lui) passa et se rendit compte que j'avais faim.
Il dit : " Abou Hourayra ! ".
"A ton service, répliquais-je en le suivant jusque chez lui".
Il trouva un bol de lait et interrogea sa famille sur sa provenance. "Quelqu'un te l'a Envoyé", répondit-on.
"Ô Abou Hourayra, va trouver les Ahl as-Suffah et invite-les", proposa alors le Prophète. "
Abou Hourayra les invita et tous burent du lait.
Vint, bien sûr, un temps où les musulmans furent comblés d'une grande richesse et du confort matériel. Abou Hourayra (queDieu l'agrée) put également jouir de sa part de richesse. Il se maria, eut un enfant et un foyer confortable. Toutefois, cette fortune ne changea rien à sa personnalité. Il n'oublia, en effet, pas pour autant les jours de dénuement.
Il disait : " J'ai grandi en orphelin, j'ai émigré en tant que pauvre et indigent. J'ai nourri mon estomac de la nourriture pourvue par Busrah Bint Ghazwan. J'ai servi les gens lorsqu'ils revenaient de voyage et conduit leurs chameaux lorsqu'ils se mettaient en route. Ensuite, Dieu fit que j'épouse Busrah. Gloire à Dieu qui a renforcé la religion d'Abou Hourayra et a fait de lui un imam". [Cette citation est une référence à l'époque où il devint gouverneur de Médine pendant le règne de Marwân Ibn Al Hakam.]
Ses actes de dévotion
Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) passait une grande partie de son temps en exercices spirituels et d'actes de dévotion pourDieu. Lui, son épouse et sa fille avaient l'habitude d'effectuer Qiyâm Al-Layl (c'est-à-dire passer la nuit en prières et divers actes d'adoration). Il veillait pendant un tiers de la nuit, son épouse un tiers et sa fille un autre tiers. Ainsi, pas une heure de la nuit ne s'écoulait dans la maison d'Abou Hourayra sans dévotion, dhikr ou prière.
Après la mort du Prophète (paix et bénédiction de Dieu soient sur lui), il est soucieux de la transmission des ahadith
Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) se souciait d'enseigner et de transmettre les hadiths en particulier et ses connaissances de l'Islam en général. On raconte qu'un jour alors qu'il passait par le sud de Médine, il y vit les gens captivés, comme à l'accoutumée, par le commerce.
" Que vous êtes faibles, o gens de Médine ! S'exclama-t-il.
– Quelle faiblesse vois-tu en nous, Abou Hourayra ? Demandèrent-ils.
– L'héritage du Messager de Dieu (paix et bénédiction de Dieu soient sur lui) est distribué et vous restez ici ! N'irez-vous donc pas chercher votre part ?
– Ou donc, Ô Abou Hourayra ?
– Dans le Masjid."
Ils s'y empressèrent. Abou Hourayra (que Dieu l'agrée) attendit qu'ils reviennent. A leur retour, ils dirent : "Ô Abou Hourayra, nous sommes allés au Masjid et rien n'y était distribué".
" Vous n'avez donc vu personne au Masjid ? Demanda-t-il.
– Si, des gens y faisaient la salat, certains lisaient le Coran et d'autres discutaient de ce qui était halal (licite) et haram (illicite).
– Malheur à vous, répondit Abou Hourayra, c'est justement là l'héritage de Mouhammad, puisse Dieu lui accorder paix et bénédictions".
Son époque en temps que gouverneur
Durant son califat, 'Omar (que Dieu l'agrée) le désigna gouverneur de Bahrayn. 'Omar (que Dieu l'agrée) était très pointilleux dans ses choix de gouverneurs. Il veillait à ce que ses gouverneurs vivent simplement et ne s'enrichissent pas démesurément quand bien même en toute légalité.
Or, à Bahrayn, Abou Hourayra accumula rapidement des richesses. 'Omar l'apprit et convoqua Abou Hourayra à Médine. S'imaginant qu'il avait acquis sa richesse illicitement, 'Omar l'interrogea sur l'origine de sa fortune. Abou Hourayra expliqua qu'elle provenait de l'élevage de chevaux et de cadeaux reçus.
"Cède ce que tu as accumulé au trésor des musulmans, ordonna 'Omar".
Abou Hourayra s'exécuta. Il leva les mains au ciel et pria : "Ô Seigneur, pardonne au Commandant des Croyants".
'Omar lui demanda ensuite de reprendre sa fonction de gouverneur, mais Abou Hourayra déclina son offre.
'Omar l'interrogea sur la raison de son refus, il répondit : "Afin que mon honneur ne soit pas entaché, ma richesse spoliée et mon dos battu". Il ajouta : "Je crains de juger sans savoir et de parler sans sagesse".
Sa mort
Il (que Dieu l'agrée) décèda à l'âge de 78 ans, en l'an 57 de l'Hégire, à Médine, et fut enterré à Al-Baqî'
مقالات باللغة العربية
אנטישמיות איסלאמית: מקורות ומטרות. ד"ר מרדכי קידר
http://youtu.be/xIv54xWV1RU
مقالات باللغة العربية-متحف مغربي يسلط الضوء على تاريخ الثقافة اليهودية
متحف مغربي يسلط الضوء على تاريخ الثقافة اليهودية
الحوار والصور لإيمان بلحاج من الدار البيضاء لمغاربية – 02/10/09
يعتبر المتحف الثقافي اليهودي المغربي الذي يتواجد مقره بالدارالبيضاء، مؤسسة فريدة من نوعها على المستوى الوطني والعربي والعالمي، فهو المتحف الوحيد الذي يقدم اليهودية كمكون ثقافي أساسي في الحضارة المغربية.
زهور رحيحيل ، مسلمة مغربية، درست في باريس والمغرب الثقافة الأنثروبولوجية وتعمل محافظة للمتحف منذ تأسيسه سنة 1997، إلى جانب رئيس المتحف سيمون ليفي وعدد من المغاربة واليهود من أجل توثيق المساهمة التاريخية لليهود المغاربة.
مع احتفال الجالية اليهودية الصغيرة والنشطة في المغرب بالسنة الجديدة هذا الأسبوع ، مغاربية حاورت رحيحيل عن المتحف ودوره في الحفاظ على الإرث الثقافي اليهودي المغربي.
مغاربية : ما الذي يميز المتحف الثقافي المغربي اليهودي في الدار البيضاء؟
زهور رحيحيل : هو المتحف الوحيد الذي يعتني بالثقافة والتراث اليهودي في بلد عربي مسلم والوحيد الذي يوجد بالدارالبيضاء لأن باقي المؤسسات اليهودية المتخصصة في التراث والفن اليهودي بصفة عامة توجد في الدول الأوروبية والأمريكية.
مغاربية :كيف يمكن لهذا المتحف أن يحافظ على الثقافة اليهودية المغربية في ظل تواجد عدد قليل من اليهود في البلاد؟
رحيحيل : هذا ما نسميه نحن التحدي. نعرف أن عدد اليهود المغاربة المتواجدين في المغرب قل كثيرا منذ أزيد من ستة عقود، وهذا الوضع التاريخي الذي عرفه المغرب ليس فريدا بل عرفته جميع الدول العربية، حيث هرع يهود العالم العربي إلي الدولة اليهودية منذ تأسست في 1948 .
وهذا هو الشأن في المغرب وتونس والجزائر وسوريا ولبنان ومصر واليمن. فهذه الدول كلها أُفرغت من العنصر اليهودي الذي كان له إسهام ثقافي وحضاري.
فمثلا عندما نتحدث عن التراث والثقافة والحضارة المغربية يجب أن نذكر جميع مكونات هذه الحضارة والتراث الغنية بغنى تنوعها ومصادرها، لأن الحضارة المغربية متنوعة بالإرث الأمازيغي الإفريقي المتوسطي اليهودي والعربي الإسلامي والأندلسي. وهذا ما يغني حقا الحضارة والشخصية المغربية.
إننا كمحافظين نحس بنوع من الغبن تجاه ما ضيعناه من إرث، فأنا أعتبر أن كل ما هو مكون يهودي مغربي، هو مغربي قبل أن يكون يهوديا، واليوم نحس أننا ضيعنا شيئا ما من هذه الخاصية المغربية، وهذا الإحساس هو الذي جعل مجموعة من المغاربة، بغض النظر عن الانتماءات الدينية، يعملون معا.
نحن يهود ومسلمون نعمل في متحف يهودي مغربي وقد جاءت بادرة إحداثه من طرف ما يسمى عندنا في المغرب بمجلس الجماعات اليهودية المغربية، بمساعدة الدولة المغربية، اعترافا بالمجهود الذي يقوم به المغاربة في صيانة الإرث المكون للتراث المغربي والمحافظة عليه، وفي نفس الوقت فإن مهمتنا هو تعريف الجيل الجديد من المغاربة بهذا التراث.
لقد تعايش المسلمون مع اليهود المغاربة قبل 50 أو 60 سنة ، كجيران وتلاميذ في نفس المدارس، وزاولوا مجموعة من المهن مجتمعين، ولكن جيل المغاربة الذين ازدادوا في السبعينات تقريبا يجهلون الكثير من هذا الواقع المطبوع بالتعايش والتسامح والاندماج، إذن، هم يجهلون أنه كان هناك في يوم من الأيام يهود مغاربة، ويفاجأون اليوم حين نتحدث عن هذا المكون اليهودي والتقاليد اليهودية المغربية.
لهذا، نحن نتواجد اليوم لملء هذا الفراغ التاريخي الثقافي وتعريف شباب اليوم بوجود تراث يهودي مغربي غني، وأن المسؤولية هي مشتركة بين المسلمين واليهود للحفاظ عليه حتى نكون في مستوى حضاري متميز.
مغاربية : وهل وجود متحف وحيد على الصعيد العربي والإسلامي كما تقولين، كاف ليعطي هذا الإشعاع وليحقق هذه الأهداف؟
رحيحيل : أنا شخصيا وكمحافظة مسلمة لمتحف يهودي أعتبر أن هذا أمر فريد من نوعه ومتميز في حد ذاته، لأن المتاحف اليهودية عبر العالم لا نجد إلا اليهود هم الذين يعملون فيها، إذن هذا بالنسبة إلي هي مسؤولية كبيرة، وفي نفس الوقت هو افتخار يدعوني إلى العمل أكثر، والقيام بمجهود مضاعف لأنني أجد نفسي في موقع وسيط بين المسلمين واليهود.
والحمد لله على المستوى الوطني أعتبر أننا نقوم بمجهود هام، وإن كانت الإمكانيات جد محدودة على اعتبار أن ما يخصص للمجال الثقافي دائما يكون محدودا للآسف. ليست لنا إمكانيات مادية كبرى، عكس ما نجده مثلا في المتاحف اليهودية الأمريكية أو الأوروبية. وأملي اليوم أن تقوم دول عربية أخرى بإنشاء متاحف مماثلة، وتتصل بنا لتقديم خبرتنا إليها التي تؤهلها للحفاظ على المكون العربي اليهودي الذي هو معترف به عالميا.
مغاربية : تلتقين بحكم وظيفتك بعدد من اليهود المغاربة هل تجدين أنهم يشعرون بالأمان في المغرب؟
رحيحيل : هذا أمر مؤكد ،نعم هم أقلية، لأن هناك تاريخ تحكم في عددهم، ومع ذلك فالمغرب يتوفر على مكون يهودي مهم مقارنة مع الدول العربية الأخرى، التي انقرض فيها هذا العنصر تماما. فالمغرب هو البلد الوحيد الذي يشهد حركة تنقل لليهود منه وإليه، واليهود المغاربة معروفون كثيرا بتشبثهم بالمغرب وحبهم له وهذا ما جعل عدد من اليهود لم يبرحوه، أو يعودون لزيارته كثيرا.
مغاربية : في 2003 قتل انتحاريون عشرات الأشخاص في مواقع بالدار البيضاء يضم مركزا للجالية اليهودية. هل يشعر اليهود بالأمان في هذه المدينة؟
رحيحيل : أنا لا أومن بهذا المعطى، فقد يتعرض حتى المسلمون للتهديدات الأمنية سواء في البلاد الإسلامية أو في أوروبا أو في أمريكا. للأسف، فالأحداث الإرهابية يقوم بها متطرفون، سواء ضد المسلمين أو اليهود أو المسيحيين، لكن يجب أن نعرف أن وقع هذا في المغرب محدود جدا.
والمغاربة المسلمون لا يقيمون أي فرق بينهم وبين المغاربة اليهود، والإقبال الذي يعرفه المتحف للتعرف على الثقافة اليهودية يجسد هذا التعايش بشكل كبير وواضح ولا لبس فيه.
مغاربية : ما هو حجم الإقبال على المتحف؟
رحيحيل : هناك إقبال كبير وخصوصا من طرف الطلبة الجامعيين، الذين يبحثون في مجال الثرات المغربي ويهيئون أطروحاتهم أو رسالاتهم الجامعية حول المكون اليهودي في الثقافة المغربية.
هناك مدارس زارتنا وهناك مدارس لم تأت بعد لزيارتنا، لكني أعتبر أننا في بداية الطريق، وعندي أمل أن المشرفين على المؤسسات التعليمية سيعون ضرورة التعريف بهذه الثقافة في بلادنا، ويمكن اعتباره من حسن الحظ أن يوجد في الدارالبيضاء هذا المتحف الذي نتمنى أن يحظى بالاهتمام من قبل المدرسين. وأغتنم فرصة إجراء هذا الحوار لأوجه ندائي إلى هذه المؤسسات التعليمية ومدرائها لاصطحاب التلاميذ لزيارة هذا المتحف، إنه غني بالمعلومات وبالتاريخ، وبكل ما يعزز رصيدهم المعرفي وثقافتهم.
مغاربية : ماذا يقدم المتحف لزواره؟
رحيحيل : هذا متحف إثنوغرافي، تعرض فيه الكثير من المجموعات المتعلقة بالتراث والثقافة اليهودية المغربية، وكل ما له علاقة بالطقوس الدينية اليهودية المغربية بالتحديد، وليس ما يتعلق باليهودية العالمية. فمثلا هناك عرض لمجموعات القفطان المغربي كلباس مشترك والجلابة الحاخامية والمغربية، وكذا عدد من الأدوات التقليدية التي كانت تستعمل قديما في أشغال منزلية مثلا والمهن التقليدية المغربية التي كان يمارسها اليهود قديما أيضا إلى جانب المسلمين. ونعرض أيضا أنواعا من المعابد المغربية وهو ما نسميه "البيعة" حيث هناك أشكال مختلفة من "البيعات" بالمغرب، هناك الشكل البربري والأوروبي، وشكل نجده في المدن العتيقة مثل الرباط ومكناس وفاس…
المهم هو فضاء رحب يستقبل زواره كل يوم من اليهود والمسلمين ليقدم صورة عن التحام مكونين إسلامي ويهودي للحضارة المغربية.
مغاربية : هل اختلاف الديانة أو الثقافة يمكنه أن يشكل عائقا أو صعوبة ما في التعامل مع اليهود؟
رحيحيل : لا أبدا، بالنسبة لي شخصيا لا أجد أي صعوبة، فالتخصص في مجال معين مثل التراث أو العلوم الإنسانية بصفة عامة، يجعلنا نطرح الانتماء الديني جانبا.
هناك أمر يجهله المغاربة هو أن ما يجمع بين اليهود والمسلمين هنا هو المغرب بلدنا، نتكلم نفس الدارجة ونأكل نفس الطعام ولنا نفس الذوق كما لنا نفس العقلية تقريبا، وقاسمنا المشترك هو أهم بكثير من الديانة، إنها الثقافة العربية والفن والموسيقى المشتركة.
مقالات باللغة العربية – الملاح (حي يهودي)
الملاح (حي يهودي)
نجمة داوود على أحد الجدران في حي الملاح فيالصويرة.
الملاّح هو اللقب الذي كان يطلق أو بالأحرى ما زال يطلق على الحي اليهودي بالمدن المغربية العتيقة، مثلفاس، مكناس، مراكش، الدار البيضاء، الصويرة… ومايطلق عليه في بلاد الشام، مصر أو العراق حارة اليهود يسمى في المغرب حي الملاح.
تشير بعض الدراسات إلى أن حي الملاح سمي بهذا الاسم نظرا للأن أول حي يهودي تم بناؤه في المغرب كان في مدينة فاس التي كانت عاصمة للمغرب عدة قرون، وقد تم بناؤه في منطقة كان يتم فيها تجميع وتخزين الملح تمهيدا لتصديره عبر القوافل لأوربا ،و أصل تسميته بالملاح يعود إلى عهد المرينيين في الثلاثينيات من القرن الخامس عشر الميلادي حيث كان موقع عند مدخل مدينة فاس تجمع فيه مادة الملح قبل توزيعها فكان الموقع أول تجمع خاص باليهود ومنذ ذلك الحين تم تعميم مصطلح الملاح ليتم تداوله بين الأوساط المسلمة واليهودية كحي محاط بأسوار عالية له بابان في غالب الأحيان يقطنه اليهود. تم تعميم الكلمة بعد ذلك ليشمل كل تجمع سكاني لليهود في المغرب. حي الملاح لم يكن موجودا في المدن العتيقة فقط، بل كان موجودا حتى في القرى الصغيرة والمدن الجبلية…
يبنى حي الملاح غالبا قرب القصور الملكية ومقر السلطة في المغرب، لهذا فإن أحياء الملاح توجد في وسط وفي أهم منطقة في المدن. كان الملاح وما زال إلى اليوم القلب النابض للمدن التي يتواجد فيها، فقد كانت فيه أهم الأسواق وكان سكانه اليهود يمتهنون أهم الحرف آنذاك، من صائغي الذهب، خياطين، نجارين، إسكافيين… لهذا فقد كان حي الملاح مركزا تجاريا هاما لكل مدينة كان يتواجد فيها.[عدل]مميزات الملاح
الملاح هو بالأساس شكل معماري خاص باليهود داخل العواصم التاريخية للمغرب، ولكنه من خلال تجسيده لوضعية أهل الذمة كان يتمتع بالاستقلال النسبي في تسييره وإدارته وقضائه، مما يسمح لليهود بحرية ممارسة شعائرهم داخل الملاح وتنظيم حياتهم الاجتماعية وفقها. فماضي المغرب الغني يشمل فترة طويلة من التسامح بين المسلمين واليهود حيث اشتغلوا معا لازدهار تجارتهم. فعيش اليهود داخل حي منفصل يعني أنهم محميون داخل جدران القصبة وأنهم يؤدون الضرائب إلى الحكومة. ولقد شغل اليهود مناصب مربحة حيث عملوا كممثلي لأبناك، خياطين، وبائعي مجوهرات. أصبح الملاح بالنسبة لليهود بمثابة مدينتهم الصغيرة الخاصة بهم حيث شملت معابد وأسواق في الهواء الطلق، ينابيع وشرفات مطلة على الأزقة الضيقة.
عمد سلاطين المغرب على تجميع اليهود بهذه الأحياء وكان الملاح قريب من قصر السلطان من أجل توفير الأمن والحماية لهذا العنصر نظرا لدوره الفاعل في تنشيط الحياة العامة ولكونه مصدر من مصادر تزويد خزينة الدولة بالمال؛ وقد ساهم الملاح في الحفاظ بشكل كبير على الخصوصية اليهودية لمئات السنين وقد عرفت مدن مغربية أخرى الملاح بعد فاس فكان لمراكش ملاحها الذي بني في أواسط القرن السادس عشر الميلادي وكان لمكناس ملاح مشهور وللصويرة في زمن السلطان محمد بن عبد الله كان لها هي الأخرى ملاح اكتسب شهرة وصيتا نظرا للدور الاقتصادي الذي كان يلعبه آنذاك وكانت ملاحات أخرى لا تقل أهمية بالرباط وسلا وتطوان ووزان… وكان لكل ملاح نواب يمثلون الطائفة وينوبون عنها أمام السلطات ويرعون مصالحها ويعملون على حل مشاكل اليهود فيما بينهم، وداخل أسوار الملاح أو بالقرب منها يتواجد كنيس للعبادة والصلاة ومدرسة لتلقين مبادئ الكتابة والدين بيد أن أسلوب التدريس عرف تغييرا عند نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بتحديثه وعصرنته وفق الأسلوب الأوروبي الحديث فأنشئت لهذه الغاية مدارس خاصة بالطائفة اليهودية على الطراز الغربي تلقن فيها إلى جانب اللغة العبرية اللغتين الفرنسية والأسبانية والرياضيات وباقي العلوم والمعارف الأخرى وكان لظهور هذا النوع الحديث من التعليم أن أحدث تخوفا وتحفظا عند الكثير من رجال الدين اليهودي المتشبثين بالطريقة التقليدية في التعليم. وكان الملاح يعج كذلك بالمحلات التجارية المختلفة التي تبيع المواد الغذائية ودكاكين العطارة والملابس ومختلف الحرف الأخرى كما كان الملاح لا يخلوا من محل أو أكثر للجزارة حيث تباع اللحوم وفق الأصول والشريعة اليهودية. وكان جزا من المعاملات التجارية يتم خارج الملاح مع المسلمين واليهود فقد كان الكثير من التجار الكبار والصغار يقصدون الأسواق الموسمية لعقد الصفقات والمتاجرة في الأغنام والأبقار والابل والدجاج والبيض والتمور والحبوب والسكر والشاي والألبسة وغيرها من السلع. وعند انفضاض السوق يعودون للملاح حيث أطفالهم الصغار بانتظارهم وانتظار حلوى السوق. وداخل هذا الفضاء كان اليهود يقيمون أعراسهم وأفراحهم ويحيون مواسمهم وأعيادهم. بيد أن هذا الملاح الذي ظل يشكل ولفترة طويلة جزءا من التراث والذاكرة عرف في أواسط القرن الماضي نزيفا مهولا وتقلصا في ساكنته فلم يعد في يومنا هذا من الملاح غير التسمية والجدران.
ملاح فاس
ويعود تاريخ بناء أول ملاح بالمغرب إلى بداية القرن 13 الميلادي، مع وصول المرينيين إلى الحكم، وبناء عاصمتهم في فاس الجديد قرب فاس القديم. فقد تم آنذاك تقسيم فاس الجديد إلى 3 أحياء حول القصر الملكي، حي مسلم يضم قصور أمراء بني مرين، وحي خاص للعائلات المهاجرة من الأندلس، وحي للنخبة اليهودية وقد أطلق عليه اسم الملاح لكون الموقع الذي بني فيه كان سوقا للملح. وذلك خلافا للرواية البشعة التي روج لها الكاتب الفرنسي هنري دو لامارتينيز في بداية التغلغل الاستعماري الفرنسي في المغرب والتي تقول ان اليهود المغاربة كانوا مجبرين على العيش داخل أحياء ضيقة ووسخة محاطة بالأسوار وشبيهة بالسجون والتي يطلق عليها اسم الملاح لكون سكانها كانوا يمارسون فيها مهنة معالجة الرؤوس التي يأمر سلطان المسلمين بقطعها وتحنيطها بالملح قبل تعليقها على أبواب المدينة وأنه لم يكن مسموحا لليهود امتلاك الأراضي أو الممتلكات إلا بعد الاستعمار الفرنسي، وأنه خلال قرون مضت، كان على اليهود المشي حفاة إذا أرادوا المشي خارج الملاح. وعبر تاريخ المغرب، ارتبط بناء ملاح جديد بتشييد عاصمة جديدة.
ملاح الصويرة
ملاح الصويرة يرجع بناؤه للسلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي في نهاية القرن 16 الميلادي، والذي استقدم إليه نخبة من التجار اليهود لتنشيط مينائه التجاري، فعرف تاريخيا باسم ملاح تجارالسلطان. وخلال القرن 17 عندما أعاد السلطان العلوي، محمد بن عبد الله (محمد الثالث) بناء مدينة الصويرة على النمط العصري بشوارعها الواسعة خلافا للمدن العتيقة بالمغرب، وبنا فيها ميناء جديدا وقاعدة عسكرية بحرية، استقدم إليها بدوره نخبة من التجار والدبلوماسيين اليهود. وتحولت الصويرة منذ ذلك الحين إلى العاصمة الاقتصادية للمغرب، واستمرت في هذا الدور حتى بداية الحماية الفرنسية التي حولت مركز ثقل الاقتصاد المغربي من الصويرة إلى الدار البيضاء.
ومع الدخول الفرنسي بدأ العصر الذهبي لليهود المغاربة في الأفول حيث عوض المعمرون الجدد النخبة اليهودية في مراكز القرار التجاري والاقتصادي. وتم استبعاد اليهود المغاربة تدريجيا والتضييق عليهم خلال فترة الحماية الفرنسية ليصل الميز ضدهم أقصى درجاته خلال حكومة فيشي الفرنسية والتي أصدرت قرارات تحد من ولوج اليهود للمهن الحرة والإدارة، مما تطلب تدخل ملك المغرب آنذاك محمد الخامس ليطالب فرنسا علنا بالتراجع عن تلك القوانين.
وبدأ رحيل اليهود المغاربة تدريجيا إلى الخارج خلال القرن الماضي، نتيجة أوضاعهم الجديدة خلال فترة الحماية الفرنسية، وارتفعت وتيرة الهجرة بشكل كبير بعد سنتي 1948 و1967. وقام العديد من يهود الصويرة ببيع منازلهم في الملاح للمسلمين. ومع التحولات الاجتماعية للمغرب وارتفاع وتيرة الهجرة القروية تحولت بعض بيوت الملاح إلى فنادق لإيواء العمالة القادمة من القرى المجاورة. واكتظت بيوت تجار السلطان بالعائلات العمالية، وبدأت شيئا فشيئا تفقد تألقها وفسيفساء جدرانها وزخارفها، وبدأت جدرانها وهياكلها تتلاشى بسبب انعدام الصيانة وسوء الاستغلال. وزاد الطين بلة قربها من البحر، حتى تحولت إلى كارثة اجتماعية، تطلب إعادة إسكان جزء مهم من قاطنيها وهدم عدد من أزقتها، قبل أن يعاد اكتشاف الملاح من طرف المستثمرين الذين حولوا بيوته الخربة في أيدي ساكنيها إلى كنوز ذات صبغة تاريخية لا تقدر بثمن.
ملاح مراكش
يعرف بقايا ملاح مراكش اليوم بحي السلام. بينما لم يعد الكثير من اليهود يسكن المنطقة، لا زال البعض الآخر يعيش هناك إذ اختارت أسرهم البقاء عوض الذهاب إلى الدار البيضاء، فرنسا، أو حتى إسرائيل. المقابر اليهودية والأضرحة التي لا زالت تزار إلى اليوم. وتوجد هذه المعابد على طوال الطريق هذه قرب حي الملاح، وتسمى أشهرها مقابر العزمة ومقابر الفاسيين نظرا لأن معظم المدفونين فيها من يهود مدينة فاس الذين قدموا بدورهم من الأندلس. كان يوجد بالملاح العديد من المعابد من بينها أيضا معبد الرابي بيناسومعبد بيقون.
تعتبر المعابد في مراكش وفاس شديدة الروعة، بالرغم من أنها لا تبرز كالمساجد في البلد. يعتبر ملاح مدينة مراكش منطقة مهمة تحكي تاريخ مغرب فتح أبوابه خلال قرون لشعوب من مختلف الخلفيات الدينية، العرقية والثقافية. بينما لم يكن من السهل بالنسبة لليهود العيش تحت مغاربة آخرين بسبب تعرض بعضهم للنهب والسرقة من طرف اللصوص وقاطعي الطرق الذين كانوا يفضلون سرقة اليهود لمعرفتهم المسبقة بأن معظمهم من الطبقة الغنية أو المتوسطة الميسورة الحال، لكنهم تمتعوا بحماية العديد من سلاطين المغرب قبل وأثناء وبعد الاستعمار الأوربي. ساهم اليهود وحي الملاح بشكل عام في ازدهار التجارة في مناطق عديدة من المغرب. إن تاريخ اليهود في المغرب جزء آخر من غنى تاريخ المغرب.
مقالات باللغة العربية
جنازة ابراهام السرفاتي| يهود المغرب والعلاقة مع السلطة
http://youtu.be/DqpBUFX-ioU
اسرائيل بالعربية – مغاربة يهود
مغاربة يهود
التعداد الكلي |
---|
يتجاوز المليون |
مناطق الوجود المميزة |
إسرائيل 900,000 [1] فرنسا 150,000
كندا 20,000 إسبانيا 10,000 الولايات المتحدة 10,000 المغرب 6,000 |
اللغات |
حاكيتيا العربية (لهجة مغربية) الأمازيغية العبرية الفرنسية الإسبانية |
الدين |
يهودية |
يهود من سكان مدينة فاس سنة 1900
يهود من سكان مدينة فاس سنة 1900
يهود أمازيغ من سكان جبال الأطلس سنة 1900
نجمة داوود على أحد الجدران في الحي العتيق في المدينة القديمة في الصويرة، الحي اليهودي في المدن المغربية معروف باسم حي الملاح.
الحي اليهودي (سابقا) في فاس
المغاربة اليهود، والمعروفين أيضًا باسم اليهود المغاربة، هم المغاربة الذين يعتنقون الديانة اليهودية، وعلى الرغم أن العديد منهم قد هاجر إلى إسرائيل، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بمعابدهم الدينية الأثرية، بالإضافة إلى الأحياء القديمة التي كانوا يعيشون فيه ومنها الحي اليهودي بوسط المدينة القديمة بالدار البيضاء، وهي حارة كبيرة بها أكثر من 30 بيتاً، يعيش فيها العديد من المغاربة اليهود، وهو حي قديم محاط بالأسوار وله عدة منافذ، وكان قديما مخصصا لليهود، الذين هجروه فيما بعد. للملاح طابع خاص بالمقارنة مع الأحياء الأخرى حيث يتميز بأجوائه الحيوية التي يخلقها التجار والباعة المتجولون في أزقتها التي تعج بالزبائن. وكان المغاربة اليهود في حدود 250 ألف عام 1940. وكان ذلك الرقم يمثل نسبة 10 % من مجموع سكان البلاد، ثم بدأت بعد ذلك هجراتهم إلى مختلف بقاع العالم بما في ذلك إسرائيل، إلا انه ظل لديهم ارتباط بثقافة بلدهم الأصلي حتى بين أفراد الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين.
الوجود اليهودي بالمغرب قديم، ويرجح عدد من الدراسات أن قدومهم إلى شمال أفريقيا جاء في أعقاب خراب الهيكل الأول في عام 586 ق.م، وتوالت بعد ذلك الهجرات. وكانت أقواها تلك التي جاءت بعد ظهور علامات النفي والترحيل والطرد لليهود والمسلمين من الأندلس في 1492 والبرتغال في 1497. ويوجد نحو 36 معبدا يهوديا في المغرب وعدد هام من الأضرحة والمزارات اليهودية في مختلف المناطق المغربية أشهرها في فاس (كنيس دنان)، الصويرة، وزان، مراكش، تارودانت، صفرو، وجدة وتطوان. ة قرار الدولة المغربية سنة 1976 بعدم إسقاط الجنسية المغربية عن اليهود المغاربة الذين هاجروا في المراحل السابقة، وبذلك يمكنهم العودة إلى بلدهم متى شاؤوا باعتبارهم مواطنين مغاربة.
التقديرات حول عدد المغاربة اليهود المقيمين حاليا داخل المغرب غير معروفة بدقة، 10 آلاف يهودي يتوزعون في المدن المغربية الرئيسية وبالذات في الدار البيضاء نصفهم فقط هو المقيم بشكل دائم في المغرب أما النصف الثاني فلديه إقامة ثانوية فقط في المغرب. في تقديرات أخرى وحسب تقرير صادر سنة 2010 عن منظمة أمريكية مهتمة بمراقبة الأديان وحقوق الأقليات في العالم تدعى منتدى بيو للديانة والحياة العامة – يشكلون – نسبة 0,2 في المائة، أي حوالي 70 ألف من مجموع المغاربة المحدد عددهم في حوالي 35 مليون نسمة
لليهود في المغرب نشاط كبير سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي، فقد كان يشارك في السلطة المغربية عدد من اليهود نذكر منهم سيرج بيرديغو الذي كان وزيرا للسياحة وكان يوجد في البرلمان جو أوحنّا نائب عن منطقة الصويرة وكان للملك الحسن مستشار لشؤون الاقتصادية يهودي يدعى أندريه أزولاي والذي ما زال يشغل نفس المنصب في فترة حكم الملك محمد السادس، وفي عام 1986 تم تعيين النائب اليهودي في البرلمان جو أوحنا في البرلمان المغربي وأمينا لصندوق رئاسة البرلمان.
تاريخ
دخلت اليهودية منطقة المغرب الأقصى في القرن الثالث قبل الميلاد، واستطاع اليهود الدخول إلى مناطقالبربر في الجنوب من خلال التأثير المباشر بين الجماعات اليهودية والقبائل البربرية، واحترفوا كل ركائز الحياة الاقتصادية رعي وصناعة، علاوة على التجارة التي حققوا منها ثروات طائلة، خاصة تجارة الرفاهيات والرقيق، ولم يقبل اليهود على الزراعة مهتمين بمهن أخرى تدر أرباحاً سريعة ولا تحتاج للتوطين. وعلى صعيد الحياة الاجتماعية لم يكن المجتمع اليهودي في المغرب مجتمعاً منغلقاً على نفسه، كما هو شائع عن المجتمعات اليهودية، وإنما كان في اختلاط دائم مع سكان البلاد في حياتهم اليومية. بل كانوا يعيشون في ظل وجود نظام للجوار أو الحماية مع القبائل العربية والبربرية. فبعد دخول الإسلام للمغرب في أوائل القرن الهجري الأول ووعي اليهود بهذه السيطرة، دخلوا في حماية الحكام العرب والمسلمين منذ أوائل القرن الثاني الهجري. يهود المغرب اكتسبوا الكثير من عادات المسلمين بدليل أنهم في المدن المغربية كانوا يؤمنون بتعدد الزوجات، رغم أن هذا محرم في ديانتهم، أما اليهود في القرى والجبال، فقد تأثروا بالبربر واكتفوا بالزواج الأحادي. والدليل على ذلك ظهور مخطوط في مدينة مراكش يعود تاريخه إلى سنة ألف ميلادية يتحدث عن تحريم تعدد الزوجات.
أصول المغاربة اليهود
كانت الغالبية العظمى من يهود شمال إفريقيا من مواطني المنطقة. كانوا منحدرين من أصول يهودية كانت قد هاجرت من أنحاء البحر الأبيض المتوسط منذ العصور القديمة. وقد شملت التجار اليهود الذين وصلوا معالفينيقيين في القرن التاسع قبل الميلاد وقبائل البربر الرحل واللاجئين من محاكم التفتيش في شبه الجزيرة الأيبيرية والمناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط وعلى وجه الخصوص شمال المغرب وإقليم وهران بغرب الجزائر الذي به أعداد كبيرة من الناطقين باللغة الأسبانية من اليهود الشرقيين في حين كانت تونس والجزائر وطناً لليهود ذات الجذور الإيطالية من وسط الميدان التجاري بـ "ليفورنو". في البلدان الثلاث كان السكان اليهود يتحدثون العربية واليهودية والبربرية اليهودية رغم أن هذه اللغات قد طمست إلى حد كبير تحت تأثير اللغة الفرنسية في تلك الفترة الزمنية المذكورة. كما كانت هناك أعداد أقل من المهاجرين الجدد من أوروبا.
ينقسم المغاربة اليهود إلى قسمين: المغوراشيم (ومعناها بالعبرية المطارد) وهم يهود الأندلس،الطشابيم وهم اليهود الأصليون الذين سكنوا المغرب قبل الفتح العربي الإسلامي، وكما يوحي اسمهم، فالزعم أنهم من أصل مشرقي، وأنهم أتوا للمغرب بعد سلب القدس من قبل تيتوس عام 70 قبل الميلاد أو حتى قبل ذلك، وبلا شك فقد وجد كثيرون منهم طريقهم إلى شمال أفريقيا مع التجار القرطاجيين، ويقال إن هناك استيطانا يهوديا في المغرب يعود إلى عام 320 قبل الميلاد، فيما جاء بعض منهم من الجنوب، ويسود اعتقاد لدى مؤرخين أفارقة بأن مملكة غانا القديمة كانت مملكة يهودية.
وفي أي حال، فربما يكون كثيرون من التطشابيم من أصول البربر الذين تحولوا إلى اليهودية والتصقوا بديانتهم أكثر من المسيحيين البربر الذين صمدوا فيما يبدو إلى القرن الحادي عشر. ويظهر أنه كانت هناك، في زمن الغزو العربي الإسلامي الأول في بداية القرن الثامن، أعداد من الممالك اليهودية الصغيرة في الجزائر والمغرب؛ بما فيها واحدة تأسست في سجلماسة وثانية في منطقة الأوراس بالجزائر تحت قيادة ملكتها داهية الكاهنة التي قاومت الفتح الإسلامي لأربعة أعوام إلى أن قتلت في معركة، فيما تحالف إدريس الأول، أول حاكم مسلم في المغرب (788)، أولا مع السكان اليهود ضد مؤيدي الخليفة العباسي هارون الرشيد، ولكنه تحول لاحقا ضدهم.
المغوراشيم هم اليهود الذين جاءوا من إسبانيا (الأندلس) والبرتغال بعد طردهم من قبل فرديناند وايزابيلا عام 1492 (رغم أن الكثير أتى في وقت سابق لذلك، عند سقوط كل مدينة أندلسية). وتقول تقديرات أن الجالية اليهودية في المغرب في ذلك الوقت تجاوزت 100 ألف فيما أتى نحو 25 إلى 30 ألفا من إسبانيا والبرتغال، ولا يزال كثير من هؤلاء يحملون أسماء أسرية لمدن أسبانية تعود أصولهم إليها، ومن الممكن ملاحظة أن يهود جبل طارق وكذلك معظم يهود مدينتي سبتة ومليلية، هم أيضا حفدة لأولئك الذين طردوا من إسبانيا. واستقر بعضهم في جنوى وشمال إيطاليا وذهبوا لجبل طارق بعد انتصار البريطانيين عام 1704 فيما أتى بعضهم من تطوان. ثم جاءوا من جبل طارق مرة أخرى إلى المغرب منذ عام 1840 وما تلاه. ولمعظمهم نفس الأسماء الأسرية التي يحملها رصفاؤهم الدينيون المغاربة. يهود الأندلس نزعوا في ذلك الوقت إلى الانعزال وامتلاك معابد منفصلة في المدن الكبرى بل والعيش في أحياء منفصلة سميت فيما عد بأحياء الملاّح.
التعايش مع المسلمين
لافتة على مدخل كنيس ابن دنان والذي بناه السلطان الرشيد بن علي الشريف سنة 1666 بعد أن استقدم جزءاً كبيرا من الطائفة اليهودية من زاوية إيت إسحاق ليقوموا بإحياء النشاط الاقتصادي لمدينة فاس. حاليا يستخدم لإقامة بعض الصلوات وكمزار سياحي
عاش اليهود في المغرب منذ عدة قرون. وتوزعوا بين مدنه التاريخية، مثل فاس ومراكش والصويرة. كما عمروا العديد من المدن الصغرى مثل صفرو (ضواحي فاس)، ودمنات (شرق مراكش)، ووزان، وتنغير(قرب الراشيدية). وكان اليهود يتجمعون في أحياء سكنية خاصة يطلق عليها اسم الملاح. وتشير المراجع إلى أن اليهود في مدينة الصويرة شكلوا في وقت من الأوقات أكثر من نصف سكان المدينة في سابقة فريدة من نوعها، حيث كانوا موزعين بين الملاح القديم والملاح الجديد.
ولليهود مزارات ومدافن مقدسة ومعابد في عدد من القرى الصغرى من تنفو في ضواحي زاكورة (جنوب شرقي المغرب)، إلى أوريكة (جنوب مراكش)، إلى وجان (ضواحي أغادير). واختار بعض منهم العيش في البوادي والمناطق الجبلية، ومنهم من عايش أمازيغ المغرب وأتقن لغتهم.
وعلاوة على هؤلاء تعززت أعداد يهود المغرب بوصول عشرات الآلاف من اليهود النازحين من الأندلسفي نهاية القرن الخامس عشر بعد سقوط دولة بني الأحمر. وتوزع هؤلاء بصفة خاصة بين تطوان والرباط وفاس. كانت مدينة وجدة الوحيدة التي اختلطت بيوت اليهود مع باقي السكان ولم يخصصوا ملاح خاص بهم.
واذا كان أغلب المغاربة اليهود، قد عاشوا حياة متواضعة، وامتهنوا الحرف التقليدية المختلفة، فان صفوتهم ارتبطت بالتجارة والمال والأعمال. بل وتؤكد دراسة لنيكول السرفاتي أن السلاطين الوطاسيين والسعديين والعلويين الذين تعاقبوا على حكم المغرب، على امتداد القرون الخمسة الماضية، اعتمدوا في مسائلهم المالية والتجارية والاستشارية على الخبرات اليهودية، رغم أن اليهود كانوا يشكلون أقلية في بلاد الإسلام.
فترة الحماية الفرنسية
يهود شمال إفريقيا الفرنسية
في سنة 1939 تكونت شمال إفريقيا الفرنسية من ثلاث مستعمرات: الجزائر والمغرب وتونس. يشكل العرب والبربر المسلمون الجزء الأكبر من السكان في جميع المستعمرات الثلاث التي شاركت فيها أعداد كبيرة من المستوطنين من فرنسا وغيرها من البلدان الأوروبية الجنوبية, وخاصة في الجزائر. وشكل اليهود أقل نسبة من سكان البلدان الثلاث جميعاً.
كانت الجزائر جزءاً من دولة فرنسا, بينما كانت تونس والمغرب محميتين فرنسيتين. وكانت الجزائر وتونس تحت إدارة حكم الإمبراطورية العثمانية منذ القرن السادس عشر حتى أصبحتا مستعمرتين فرنسيتين خلال القرن التاسع عشر. اجتاحت القوات الفرنسية الجزائر عام 1830 وعلى مدى السنوات الثلاثين التالية أقامت السلطة على الإقليم وحولته إلى مستعمر. عند اندلاع الحرب العالمية الثانية بلغ عدد سكان الجزائر حوالي 7 ملايين وكانت أغلبيتهم التي تزيد عن 6 ملايين من العرب والبربر.
لم تكن المغرب أبداً تحت الحكم العثماني ولكنها ظلت تحت الإيالة الشريفة. وفي عام 1912 أصبح المغرب أغلبه محمية فرنسية بموجب اتفاق فاس. وبقيت الملكية الشريفة مع الوجود العسكري الفرنسي. قام المفوض الفرنسي العام بتولي الأمن الداخلي وعلى جميع المواطنيين من غير الجنسية المغربية. خلال فترة زمنية معينة أصبح عدد سكان المغرب حوالي 7 مليون. ومنهم تقريباً 6 مليون من البربر والعرب المسلمين والباقي من اليهود والأوروبيين.
إحصاء يهود شمال إفريقيا – 1939
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية كان هناك حوالى 400 ألف من اليهود يعيشون في شمال إفريقيا الفرنسية وهم يمثلون ما يقارب 3 ٪ من سكان المنطقة. انتقل معظم يهود شمال إفريقيا من المدن الصغيرة إلى المدن الاستعمارية مثل في المغرب: الدار البيضاء والرباط وفاس وفي الجزائر: العاصمة ووهران وتلمسان وسيدي بلعباس وقسنطينة وفي وتونس: العاصمة وصفاقس وسوسة حيث كانوا يشكلون نسبة كبيرة من السكان غير المسلمين.
وفقا لإحصاء قامت به حكومة فيشي عام 1941, كان عدد اليهود الجزائرين يتراوح عدد حول 111 ألف بالإضافة إلى 6,625 من اليهود الأجانب. كان يهود الجزائرمواطنين فرنسيين وفي عام 1870 منحهم مرسوم كريمييوك الجنسية الفرنسية بالجملة. وشاركوا في مؤسسات تعليمية وسياسية واجتماعية في المستعمرة الفرنسية. كان يهود المغرب وتونس تحت سيطرة الاستعمار مثل جيرانهم المسلمين. كان بتونس 68 ألف مواطن يهودي تونسي و 3,200 من اليهود الإيطاليين و16,500 من اليهود الفرنسيين وكذلك 1,660 من اليهود ذوي الجنسيات الأخرى لاسيما البريطانية. كان في المغرب أكثر نسبة من اليهود فقد بلغ حوالى 200 ألف منهم قرابة 180 ألف من الرعايا المغاربة و 12 ألف من المواطنين الفرنسيين والباقي أجانب. وبهذا يتضح أن أكثر من نصف يهود المغرب العربي كان في المملكة المغربية.
حماية المغاربة اليهود في الحرب العالمية الثانية
سقطت فرنسا في يد الاحتلال الألماني بعد غزوها سنة 1939 ، وقد عينت ألمانيا النازية حكومة فيشي الموالية لها لحكم فرنسا وبعض المستعمرات الفرنسية في إفريقيا. قامت حكومة فيشي بسن قوانين مماثلة لقوانين ألمانيا النازية فيما يخص تجميع اليهود وإرسالهم إلى معسكرات الإبادة في كل من ألمانيا وبولونيا. رفض ملك المغرب آنذاك محمد الخامس الموافقة على القوانين النازية لحكومة فيشي، ورفض تسليم الرعايا اليهود لألمانيا، حيث قال: أن لست ملك المسلمين فقط، وإنما ملك لكل المغاربة.
الجدير بالذكر أن الأقلية اليهودية بالمغرب استنجدت بوضعية الذمي لمواجهة عزم الاستعمار الفرنسي في عهد الحكم النازي لفرنسا على تطبيق القوانين النازية ضد اليهود، ونص للمخابرات العسكرية الفرنسية واضح في إبراز هذا الموقف، يقول بعض اليهود: إن جلالة الملك سيخالف النص القرآني إذا ما صادق على إجراءات متناقضة نصا وروحا لمضمون القرآن، فإن للمسيحيين واليهود في نظرهم، الحق في العيش في أرض إسلامية ولهم أن يقوموا فيها وبجميع المهن التي لا مساس لها بالدين على شرط أداء الضرائب واحترام التشريع الإسلامي.
ورغم ذلك فقد صدر ما عرف بقانون فيشي بعد تخفيفه إثر مفاوضات عسيرة بين السلطان محمد الخامس والجنرال نوغيس المقيم العام الفرنسي في 29 رمضان 1359 هـ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1940، واستطاع السلطان أن يحفظ لليهود أسس الحياة الدينية والمدنية ويقصر استعمال القانون على المجالات السياسية والاقتصادية.
وفي الواقع فإن التقاليد الإسلامية تميزت دوما بحماية اليهود، كما أن ملوك المغرب لم يتخلوا عن هذا أبدا، وقد دل على هذا التعامل الانتهازي للأقلية اليهودية بالمغرب مع وضعية أهل الذمة.
الهجرة الجماعية
المقبرة اليهودية بالصويرة
أدى قيام دولة إسرائيل عام 1948، وانتهاء عهد الحماية الفرنسية والإسبانية في المغرب عام 1956، ووقوع نكسة 1967، أدى إلى هجرة الكثير من يهود المغرب إلى الدولة اليهودية، وبعضهم فضل الهجرة إلى فرنسا، وفئة هاجرت إلى كندا وبنسبة أقل إلى إسبانيا، وهو ما جعل عدد الباقين منهم يتراجع إلى حوالي 20 ألف نسمة بداية ثمانينات القرن العشرين، وهم اليوم أقل من ستة آلاف نسمة (المقيمون بشكل دائم). ومع ذلك فان يهود المغرب ما زالوا يشكلون أكبر تجمع يهودي في البلدان العربية.
وحسب مصادر تاريخية فإن هجرة المغاربة اليهود إلى إسرائيل بدأت بدعم من المستعمر الفرنسي على دفعات، ولكن بعد حصول المغرب على استقلاله سنة 1956 منع الملك الراحل محمد الخامس هجرة اليهود، مقابل منحهم كافة حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية. غير أنه رغم ذلك استمرت الهجرة سرًّا حتى سنة 1961، حين تُوفِّي محمد الخامس وخلفه ابنه الحسن الثاني؛ لتبدأ بعد هذا مرحلة جديدة من هجرة المغاربة اليهود عبر "صفقة" بين الأمريكيين والفرنسيين والإسرائيليين من جهة والمغرب من جهة ثانية.
كانت هناك فترات، الفترة الأولى ما بين 1948 و1956، في ذلك الوقت كانت فرنسا هي الحاكمة، تعطي جميع التسهيلات، ومن مصلحتها أن تجد حلا لجزء من المجتمع اليهودي المغربي الذي كان يعيش في ظروف صعبة. وفي سنة 1956، جاء استقلال المغرب، وكان موقف محمد الخامس موقفا شريفا، فمن جهة منح حقوقا سياسية لليهود، وأول كلامه صرح فيه بأن اليهود أضحوا مواطنين كاملي المواطنة، حيث كان يؤكد في كل خطاباته الأولى بعد الاستقلال على مواطنة المغاربة اليهود وحقهم كباقي المغاربة ويطمئنهم باستمرار. وفعلا عين وزيرا يهوديا هو بن زاكين في الحكومة الأولى والثانية، ووقف الهجرة، حيث توقفت عملية تسهيل إعطاء الجوازات لليهود المغاربة ولكنها لم تمنع كليا. لكن، وبعد وفاة محمد الخامس، تغيرت الأمور، إذ كان هناك مكتب مخصص لـجوازات سفر اليهود وسقطت مقاومة الوطنيين اليهود لمسألة التهجير، بعد أن أصبح القانون يسهل عملية التهجير بتسهيل إعطاء الجوازات لليهود المغاربة.
وبلغ عدد يهود المغرب حدود 400 ألف في إسرائيل سنة 1973.
التفكير في العودة إلى المغرب
مباشرة بعد حرب أكتوبر سنة 1973. تلك الحرب أحدثت رجة سياسية كبيرة داخل إسرائيل، وبدا وقتها أن العرب كان بإمكانهم حسم النزاع العربي الإسرائيلي، هذه الفكرة قضت مضجع الإسرائيليين كما لم يحدث قط من قبل طوال سنوات الصراع.
وفي خضم تلك الحالة نشرت تقارير صحافية تشير إلى أن معظم المغاربة اليهود، يعيشون في ظل ظروف اقتصادية صعبة أدت إلى أن كثيرين منهم فكر في العودة إلى المغرب، خاصة أن القانون المغربي لا يسقط الجنسية عن أي كان. ويبلغ عددهم 900 ألفا وفق إحصائيات 2000.
وبسبب حالة التمزق النفسي هذه وسط المغاربة اليهود، سيطلب قادة منظمة التحرير الفلسطينية في اتصالات متكتمة أن يوجه الملك الحسن الثاني ملك المغرب نداء إلى المغاربة اليهود بالعودة إلى وطنهم، أو على الأقل تنقل عنه رسالة بهذا المعنى.
لم يوجه الملك الحسن الثاني النداء المطلوب آنذاك لأن الأوضاع السياسية بالإضافة إلى المناخ السياسي الداخلي، لم تكن تسمح له بتوجيه نداء العودة. لكنه سيفعل ذلك بعد سنوات للعودة، حيث طلب منهم في مطلع الثمانينات الابتعاد عن تكتل الليكود المتطرف، وكان من بين أشهر زعمائه وزير الخارجية الأسبق ديفيد ليفي وهو يهودي مغربي لا يزال منزله قائما في مدينة الرباط العتيقة.
المغاربة اليهود حاليا
قبر الحاخام شمول بو حصيرة على مشارف الصحراء، المغرب
أصبحت الدار البيضاء في القرن العشرين العاصمة الاقتصادية، تؤوي أكبر عدد من يهود المغرب. فبنوا تجمعاتهم السكنية ومؤسساتهم التربوية والترفيهية، علاوة على هيئاتهم الدينية التي بلغت 33 معبدا يهوديا في العديد من المدن المغربية.
وبعد سلسلة الهجرات الجماعية، تراجعت الجالية اليهودية في الدار البيضاء، والملاحظ اليوم أن الجالية اليهودية المتبقية في المغرب، على قلة عددها، تواجه حقيقة الواقع المتمثل في إقبال شباب المغاربة اليهود على الهجرة، بمجرد إنهاء الدراسة الثانوية. ونقل عن مدير المدرسة الميمونية (الثانوية العبرية) في الدار البيضاء قوله ان شباب هذه الجالية، ما أن ينهوا دراستهم الثانوية حتى يشدوا الرحال إلى إسرائيل أو فرنسا أو كندا. كما نقل عن بعض هؤلاء الشبان قولهم أنه رغم عدم وجود صراع بين العرب واليهود في المغرب، فهم لا يرون لهم مستقبلا في هذه الأرض، خصوصا بعد كل تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط، حيث ترتفع موجة العداء تجاه اليهود في الدول الإسلامية بما فيها المغرب.
ويتمتع اليهود في المغرب بعلاقات طيبة سواء مع السلطات الرسمية، أو مع المغاربة المسلمين. بل ويحتل بعض منهم مواقع هامة في دواليب الدولة المغربية. مثل أندري أزولاي الذي يشغل منصب مستشار الملك محمد السادس. ويرى أزولاي أن اصرار عشرات الآلاف من اليهود في فرنسا وإسرائيل وكندا على الاحتفاظ بهويتهم المغربية والاعتزاز بها يشكل قوة كبرى لليهود المغاربة.
ويحرص يهود المغرب على التجمع والتكتل في مؤسسات وجمعيات، سواء داخل المغرب أو خارجه. ومن أبرزها مجلس الجاليات الإسرائيلية بالمغرب، الذي يتولى أمانته العامة سيرج بيرديغو، وزير السياحة المغربي الأسبق، الذي يتولى في الوقت ذاته منصب رئيس التجمع العالمي لليهود المغاربة.
ويعد سيمون ليفي، قيادي سابق في صفوف حزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي سابقا)، من اليهود الناشطين. فهو أيضا استاذ في كلية الآداب بالرباط، ومسؤول الشؤون الثقافية في مجلس الجاليات الإسرائيلية بالمغرب، الذي أنشأ مؤسسة مختصة بالتراث الثقافي لليهود المغاربة تهتم بترميم وصيانة المعابد والمقابر اليهودية، إضافة إلى احداث متحف يعرف بثقافة المغاربة اليهود. وهي مهمة ينشغل بها في الوقت نفسه مركز الأبحاث حول المغاربة اليهود الذي أسسه روبير أسراف في باريس عام 1994 كما أن المغاربة اليهود الموزعين في جهات العالم الأربع، وخاصة إسرائيل وفرنسا وكندا، يشكلون نسبة هامة من السياح الذين يتوافدون على المغرب. وفي عام 1997 قام 30 ألف يهودي من أصل مغربي بزيارة المغرب.
وينظر رئيس الطائفة اليهودية في مراكش بأسف شديد إلى تراجع عدد السكان اليهود في المدينة. ويقول: ما يؤرقني هو ملاحظة أننا نسير في طريق الانقراض. فالشيوخ الذين لا يزالون هنا، وعددهم 173 شخصا، لم تعد أمامهم إلا سنين قليلة للعيش، وينتهي الوجود اليهودي في مراكش ومعه ثراث تاريخي وثقافي عريق. أبناء الأسر اليهودية المغربية التي فضلت البقاء في المغرب على الهجرة إلى إسرائيل في عام 1948، اضطرتهم ظروف العيش والعمل في المغرب إلى الهجرة إلى فرنسا وكندا وأميركا. وقال: أطفالنا درسوا في المغرب في مدارس البعثة الفرنسية، مثل ثانوية فيكتور هوغو بمراكش، وثانوية ديكارت في الرباط، وثانوية ليوتي في الدار البيضاء. بعد ذلك التحقوا بالمدارس العليا والجامعات الفرنسية والأميركية. لكنهم لم يتمكنوا من العودة إلى المغرب بسبب ضعف فرص العمل هنا. ويقول: في المغرب لدينا تجربة نموذجية في التعايش السلمي بين المسلمين واليهود، وهذه التجربة نريد من الشرقيين أن يستفيدوا منها، فهي تبرهن على إمكانية التعايش في سلام إذا ما توفرت الإرادات والعزائم. ونحن نسعى للحفاظ على هذا التراث المغربي المتميز وصيانته للأجيال القادمة، والتعريف به كصورة بديلة وممكنة لصور العداوة والتطاحن السائدة اليوم في وسائل الإعلام.
تحدث مستشار الملك أندري أزولاي في اختتام ندوة اليهودية المغربية المعاصرة ومغرب الغد والتي نظمت من قبل جمعية 12 قرنا على تأسيس فاس، يوم الخميس 23 أكتوبر 2009 بالدار البيضاء. أزولاي ردد كذلك بلغة مليئة بالتحدي والأمل:
|
اليهود لن يختفوا من المغرب |
|
|
لن نختفي. لن ننقرض من المغرب. لنا تاريخ طويل في هذا البلد |
|
يشكل اليهود في المغرب، حسب تقرير صادر سنة 2010 عن منظمة أمريكية مهتمة بمراقبة الأديان وحقوق الأقليات في العالم تدعى منتدى بيو للديانة والحياة العامة– يشكلون – نسبة 0,2 في المائة، أي حوالي 70 ألف من مجموع المغاربة المحدد عددهم في حوالي 35 مليون نسمة، كما جاء في آخر إحصاء وطني للمندوبية المغربية السامية للتخطيط. لكن الجهات الرسمية في المغرب لم تنفي أو تؤكد صحة التقارير الأمريكية فيما يخص صحة الأرقام والإحصائيات المتعلقة بعدد اليهود في المغرب. هذا التقرير اعتبره العديد من المراقبيين والباحثين مبالغا فيه، حيث أن 70 ألفا نسمة رقم كبير نوعا ما.
وحدد التقرير المناطق التي يتوزع بها معتنقو اليهودية بكثرة بين ثلاث أكبر مدن مغربية، وهي الدار البيضاء ومراكش والرباط، باعتبارها المدن التي تتوفر على معابد اليهود.
وذكر التقرير أن اليهود يتوفرون على 10 معابد مفتوحة لإقامة الطقوس الدينية بانتظام موزعة أيضا بين المدن الثالثة السالفة الذكر، دون أن تجري الإشارة إلى عدد المساجد الموزعة على المدن المغربية، بعد أن حددت المنظمة نسبة المسلمين في المغرب في 99 بالمائة.
ورأت المنظمة الأمريكية المهتمة بالأديان في العالم أن توفر المغرب على 33 معبدا يدل على حرية ممارسة الشعائر الدينية عكس بلدان عربية أخرى كالجزائروالمملكة العربية السعودية.
وأشار تقرير المنظمة إلى أن الأفراد غير المسلمين يعيشون بين المسلمين المغاربة، كما أنم يمارسون شعائرهم الدينية المنصوص عليها في دياناتهم وكتبهم بشكل علني وأمام العموم، وليس بطرق سرية خوفا من المسلمين كما هو الحال في بلدان أخرى.
لغات المغاربة اليهود
من المثير أن الحضور الجغرافي والبشري لليهود، شكل في بعض المناطق استثناء ملفتا للانتباه حيث أنهم شكلوا أغلبية مطلقة في بعض المناطق، كما كان عليه الحال مثلا في قرية دبدو، حيث نجد أن من بين 2000 نسمة من اليهود، كان هناك فقط 500 نسمة من المسلمين، وهذا الاستثناء إنطبق حتى على مدن مثل الصويرة، ومدينةالجديدة التي كان نصف سكانها تقريبا من اليهود حتى نهاية الاستعمار الفرنسي. وواحات واد درعة والأطلس الكبير.
نشير إلى أن المتكلمين اليهود انقسموا إلى ثلاث مجموعات: هناك مجموعة كانت تتكلم الأمازيغية وهم يهود من أصل أمازيغي أو يهود المغرب الأصليون وكانت تقطنبجبال الأطلس، ومجموعة كانت تتكلم الأسبانية وكانت تقطن بالشمال، وهم اليهود وأحفاد اليهود الذين طردوا من الأندلس. ومجموعة تتكلم اللغة العربية والدارجة المغربية، بينما ظلت اللغة العبرية لغة الدين والصلاة، ولغة الخاصة، وبالتحديد لغة النساء، أو لغة البيت، ذلك أن اليهودي المغربي كان يعيش هذا الازدواج ما بين لغة العمل ولغة المنزل والأسرة.
يشار إلى أن يهود المغرب يتحدثون أكثر من لغة، فقد كان اليهود الأمازيغ يتحدثون بالإضافة إلى العبرية والأمازيغية، اللهجة العربية المغربية بحكم أن بعضهم كانت له تعاملات تجارية مع بعض المغاربة المتحدثين بالعربية. كما أن بعض اليهود المطرودين من إسبانيا والذين استقروا في المغرب حافظوا على لغتهم الأصلية، لغة لادينوالمشتقة من الإسبانية والممزوجة ببعض المفردات العبرية، ونسختها المغربية تسمى لغة الحاكيتيا، وكانوا يتقنون العربية.
انتقلت مع مرور الوقت مفردات من اللغة العبرية إلى اللهجة العربية المغربية التي كانت تحتوي أصلا على بعد المفردات من اللغتين، البرتغالية والإسبانية. ومع دخول الفرنسيين واحتلالهم للمغرب، كان المغاربة اليهود أيضا من الأوائل في المغرب الذين تعلموا لغة الحاكم الجديد للمغرب.
يهود من أصل مغربي
- إسحاق الفاسي، حاخام يهودي مغربي، يعود له الفضل في إحياء دراسة التلمود.
- دوناش بن لبرط، لغوي مغربي.
- ايلي يشاي: وزير صناعة إسرائيلي وزعيم حزب شاس.
- عمير بيرتز: وزير دفاع إسرائيلي.
- أبو أيوب بن المعلم ، وزير في الدولة المرابطية.
- ابراهام بن كمنيال، وزير وأمير في الدولة المرابطية.
- سليمان بن فاروسال ، وزير وديبلوماسي في الدولة المرابطية.
- صماوئيل سومبال ، دبلوماسي والكاتب الرئيس في ديوان السلطان سيدي محمد بن عبد الله.
- مايير مقنين، تاجر وديبلوماسي مغربي وسفير السلطان المولى عبد الرحمن لدى العديد من الدول الأوروبية.
- هارون بن بطاش كبير وزراء السلطان عبد الحق المريني.
- أندري أزولاي، مستشار الحسن الثاني .
- ابن شلوخة اليهودي، خازن بيت المال بسجلماسة في عهد الخلافة الموحدية.
- شلومو بن عمي: وزير الخارجية وسفير إسرائيل في إسبانيا.
- ديفيد ليفي، وزير خارجية في إسرائيل ويعد من ابرز السياسيين الإسرائيليين وأستاذ في جامعة بن غوريون ومن رموز حزب الليكود.
- موردخاي فعنونو، عالم نووي إسرائيلي.
- أبراهام السرفاتي، سياسي مغربي.
- شلومو عمار من ابرز حخامات إسرائيل من مواليد مدينة الصويرة المغربية. شغل حاخام الأكبر لمدينة نتانيا في إسرائيل.
- يوسي بن عيون: لاعب نادي تشلسي.
- باروج بيناسيراف: حاصل على نوبل في الطب.
- إيمانويل الشريكي: ممثلة كندية.
انظر أيضا
- حي الملاح
- تاريخ اليهود في إسبانيا
- محاكم التفتيش الإسبانية
- مرسوم الحمراء
- لغة لادينو
- كنيس دنان
- يهود عرب
وصلات خارجية
- يهود المغرب خلال الحرب العالمية الثانية موقع ياد فاشيم
- يهود شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية
وصلات متعلقة
- (عربية) شهادة يهودي مغربي حول المغرب وإسرائيل – الجزء الأول على موقع «يوتيوب»
- (عربية) شهادة يهودي مغربي حول المغرب وإسرائيل – الجزء الثاني على موقع «يوتيوب»
- (عربية) شهادة يهودي مغربي حول المغرب وإسرائيل – الجزء الثالت على موقع «يوتيوب»
المراجع
- إبراهيم حركات : المغرب عبر التاريخ: ج 1، الطبعة الثانية 1984، دار الرشاد الحديثة.
- حاييم الزعفراني: ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب (تاريخ- ثقافة- دين) ترجمة أحمد شحلان وعبد الغني أبو العزم، الطبعة الأولى 1987 الدار البيضاء.
- عبد الله أيت ايشو، معالم من حياة المغاربة اليهود، دورية كان التاريخية، العدد الثالث مارس 2009.
- عصام البوستاوي، المعاملات الاقتصادية اليهودية في مجال سكورة انطلاقا من وثائق تاريخية، بحت لنيل الإجازة 2004.
اسرائيل بالعربية – اليهود في المغرب – ما لا تعرفونه عن يهود المغرب
ما لا تعرفونه عن يهود المغرب
المقطع الأول
المقطع الثاني
المقطع الثالث
المقطع الرابع
المقطع الخامس
المقطع السادس
المقطع السابع